ضيف الله قبيلات
لاتخاذ المسلمين يوم الهجرة النبوية بداية للتقويم الاسلامي و التأريخ عند المسلمين دلالة عظيمة .
تتمثل هذه الدلالة بنعمة سرعة التحول من مرحلة الدعوة المكشوفة الظهر الى مرحلة الدعوة المحمية بسلطان الدولة .
ولقد أحس المسلمون الذين عانوا معاناه شديدة في مرحلة الدعوة في مكة و شعروا بالفرق الكبير بين حياتهم في ظل دولة الجاهلية العميقة في مكة و بين حياتهم الجديدة في ظل الدولة الاسلامية الناشئه في المدينة المنورة .
مع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج من وطنه مكة هو و اصحابه بالخوف و تحت التهديد بالقتل الا انه التفت اليها وقال ” والله انك لاحب ارض الله الى الله وانك لاحب ارض الله الي ولولا ان اهلك اخرجوني منك ما خرجت ” .
ولان ارض الوطن غالية ولان حب الوطن من الايمان فقد حاول صلى الله عليه وسلم في السنة السادسة للهجرة ان يشم رائحة وطنه وبيت الله الحرام لكنهم منعوه من ذلك وغندما عرضت عليه العودة في العام المقبل وافق صلى الله عليه وسلم فكان له ذلك هو و اصحابه .
لكن العام الثامن للهجرة جاء بنقض قريش لاحد بنود ” الحديبية ” فلم يفوت صلى الله عليه وسلم هذه الفرصة الذهبية الاولى وكانت القشة التي قصمت ظهر بعير الجاهلية العميقة فسار صلى الله عليه ولم بجيش عظيم لتحرير مكة من الشرك و المشركين .
اما فلسطين التي اخرجنا منها الغرباء الاعاجم حثالات اوروبا بقوة السلاح و نحن عزل بترتيب من بريطانيا و عملائها على يد الجنرال الانجليزي ” كلوب ” و عصابة الهاجانا اليهودية الارهابية فقد مر على غيابنا عنها اكثر من 8 سنوات عفوا بل أكثر من 80 عاما ، فلماذا يا ترى ؟! .
لم لا يحركنا الشوق و الايمان لتحرير وطننا فلسطين كما حرك الشوق و الايمان نبينا محمد صلى الله علي وسلم و اصحابه لتحرير وطنهم مكة المكرمة ، وكما حرك الشوق و الايمان صلاح الدين و جنده لتحرير المسجد الاقصى و حيفا و يافا و عكا ؟!.
اذا كان اهل فلسطين لا يحركهم الشوق و الايمان لتحرير وطنهم فلسطين و اذا كان اهل الشام و الجزيرة واجناد مصر و العراق لا يحركهم الشوق و الايمان لتحرير ارضهم و مقدساتهم في فلسطين ” وا عيباه ” فلا بأس من ان ندعو اهل الجزائر لنجدتنا وهم الذين استطاعوا تحرير وطنهم الجزائر من الغزو و الاحتلال الفرنسي الذي استمر اكثر من 130 عاما ، فحيهلا .