ايمن الشبول
وزارة التربية والتعليم تغطي الشواغر المدرسية الطارئة بالإستعانة بالمعلمات والمعلمين البدلاء ، ولكنها سياسة تحتاج إلى دراسة متأنية وإلى إعادة نطر …
فالواقع التعليمي أثبت بأن غالبية البدلاء لم يكونوا أكثر من حبوب مهدئة للأوضاع التعليمية ؛ التجربة أثبتت بأن كثيرا” من البدلاء لم يهتموا بالواجبات التعليمية المطلوبة ، وركزوا كل إهتمام لهم ، على تحصيلهم للمياومات وعلى تمريرهم للفترات المحسوبة من دون ضجة …
و هذه المشكلة ليست جديدة ولكنها قديمة جدا” ؛ ومدارس الاناث تعاني منها بنسبة اكبر من مدارس الذكور ، والسبب يعود لكثرة إجازات المعلمات الولادات أو المتوقعات للولادة …
في حالات الإستعانة بالمعلمين البدلاء ، إختلفت الوجوه على الطلاب والطالبات ، وتبدلت الطرق والاساليب التعليمية ؛ وغابت الدافعية وانعدمت الجدية عند الكثيربن … وتغير كل شيء تقريبا” .
ليس هذا فقط … ولكن ؛ في حالات كثيرة„ فقدت التقديرات و العلامات صدقيتها ، وظلم كثير من الطلاب والطالبات … والحجة الحاضرة عند المعلمة أو المعلم البديل ؛ أنه لم يجد الوقت للتعرف على طلابه … !
عندما أكملت خدمة العلم في أوائل تسعينيات القرن الماضي ، ثم اعادوا تعيني معلما” في وزراة التربية والتعليم في بداية شهر نيسان من آواخر العام … أستلمت الصفوف من معلم بديل كان يدرس الطلاب منذ بدايات ذلك العام الدراسي …
ورغم طول مكوث المعلم البديل بين الطلاب ؛ فإنه ترك طلابه في حالة„ من الفوضى الكبيرة … وجدت غياب النظام والانفلات التام عند الطلاب ، وجدت أن المعلم البديل ركز اهتماماته الأكبر على تمرير حصصه وعلى قبض مكافاته فقط … !
وكم تعبت وعانيت لأقنع الطلاب على ضرورة إحضارهم لدفاتر الإجابة … كم تعبت وعاتيت لاقنع الطلاب على ضرورة حلهم لواجباتهم المطلوبة … وكم تعبت لاعادة النظام والهدوء والجدية داخل الحصص … اتخاذ العقوبات بحق الطلاب كان عملية معتادة في تلك الفترة ولذلك فإنني نجحت في ضبط كل شيء ؛ ولولا ذلك ؛ لاضطررت لمتايعة النهج الفوضوي والعشوائي الذي رسمه المعلم البديل لطلابه … !!
إن الاعتياد على الفوضى وعلى عدم النظام هو عملية سهلة جدا” .. ولكن إعادة فرض الهدوء والنظام وإعادة الهيبة للقانون هو عملية مضنية وصعبة …
أحد المدرسين لمبحث اللغة العربية قال : بأنه مرض وغاب لمدة شهر كامل … وعندما عاد واستلم الصفوف من المعلم البديل ؛وكان أحد أئمة المساجد … ؛ وجده لم يشرح سوى درسا واحدا” فقط في ذلك الشهر … !!! … ويقول المعلم : بأنه راجع الدرس الذي شرحه الشبخ لطلابه … فوجد شرحه خطأ …!
لست قاطعا” للارزاق ولكنها الحقيقة القديمة الجديدة …
إنه واحد من الأسباب التي أدت بالوضع التعليمي الأردني إلى هذه الحالة المتردية والتي يلمسها الجميع …
فيا حبذا لو يضعوا حلا” لهذه المشكلة القديمة والجديدة … والتي دفع التعليم الاردني ثمنها غالبا” جدا” ولا سيما في مدارس الاناث …