
فارس الحباشنة
سأكتب عن غازي العساسفة الحباشنة ، الخال و الجار .
أكتب بلهفة الحرف والكلمة عن موقف عظيم لرجل سطر و احيى في قلوب الاردنيين العفو و التسامح والصفح ، و المحبة .
و أكتب عن رجل ، رسم من الموت و الفقد و الرحيل الموجع موقفا يفتخر به كل الاردنيون .
علمتنا ما معنى التضحية و ما معنى الصبر ، و ما معنى الصفح و التسامح ؟
وتلك هي الشيم المأخوذة من سهًول وجبال ووديان راكين و الكرك .
ان تكون شهما و متسامحا في زمن تكسر به القيم و الاعراف و التقاليد ، و تحارب ؛ فكم انه شيء صعب .
و في ملامح “غازي العساسفة” الجنوبية وبلهجته الكركية الطيبة و الحازمة نطق بالعفو و التسامح .
كان الأقرب الى قلوب كل الاردنيين.
و تقرأ في قلوب الناس ووجوهم ، كم ان غازي احيى و غرس بذرة لكرامة اردنية .
بذرة تسامح و عفو بين الارض و شجرها
و بين الارض و ترابها ، فايهما ينحني اولا التراب ام الشجر و الزرع ؟!
في لحظة الفداء و التضحية بروح ودم الابن .. و هذا ما مضى الرسل و الانبياء
و الصالحين و الاتقياء في ترجمة معانيه بين السماء و الارض : المرسل و المنزل ” .
و عندما تقرر التضحية، لتكون عنوان كرامة و شهامة ، و حب جنوبي و كركي مداه الناس و الوطن .
لا أكتب عن غازي العساسفة لانه خال
و جار ، و لا من باب الدم و القرابة .
ولأنه ، مليء قلوبنا حبا و فخرا و شهامة .
و لأنه ابن الارض و ابن الاردن الطيب و غير الملوث بصكوك التحديث و الدجل
و التصنع الاجتماعي .
وجه ” غازي ” من رائحة الاردن الذي
نحب و نعشق ، و نخشى ان نخسره يوما .
من راكين ، تلك القرية النائية على حواف الجغرافية الاردنية المنسية و المهمشة
، كتب و سطر في قلوب الاردنيين عزا و شهامة و عرفا لقيم راسخة ، بان الاردني
لا يخذل أخيه الاردني و لا يخذل وطنه و ترابه و أرضه التي انجبته .
و أكتب عن الخال و الجار .. و انت اهم من كل رموز الدجل و النفاق السياسي
و الاجتماعي ، و شيوخ “و وجهاء الدفع والرعاية و المقاولات الرسمية .
أكتب عنك لأجل الاردن ، و لأجل الخير
و الصفح و العفو و قيم الاردنيين الاصيلة ، و لأجل وطن مسخ و اغتال عابثون كل رموزه و قيمه و ذاكرته و تاريخه الجميل والقويم .
ولأجل الاردنيين و المأثور و المحكي للاجيال القادمة ، وكم فتحت في القلوب الخير و التسامح ، و العفو .
انت .. ايهاء الخال و الجار نتاج للكرك العظيم ، و نتاج الى بطولة و قيم الناس ..
فارس حباشنة