أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ؟!، قال الشاعر المتنبي منذ مئات إذا لم يكن آلاف السنين عن اي عيد يحتفل فيه بني آدم وبشكل عام وكأنه يعيش بيننا هذه الأيام: عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ، بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ- يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي، شَيْئاً تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جيدُ تَجديدُ- ماذا لَقيتُ مِنَ الدُنيا وَأَعجَبُهُ، أَنّي بِما أَنا باكٍ مِنهُ مَحسودُ- إِنّي نَزَلتُ بِكَذّابينَ ضَيفُهُمُ، عَنِ القِرى وَعَنِ التَرحالِ مَحدودُ- جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ، مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ- ما يَقبِضُ المَوتُ نَفساً مِن نُفوسِهِمُ، إِلّا وَفي يَدِهِ مِن نَتنِها عودُ-مِن كُلِّ رِخوِ وِكاءِ البَطنِ مُنفَتِقٍ، لا في الرِحالِ وَلا النِسوانِ مَعدودُ- أَكُلَّما اِغتالَ عَبدُ السوءِ سَيِّدَهُ، أَو خانَهُ فَلَهُ في مِصرَ تَمهيدُ- صارَ الخَصِيُّ إِمامَ الآبِقينَ بِها، فَالحُرُّ مُستَعبَدٌ وَالعَبدُ مَعبودُ- نامَت نَواطيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها، فَقَد بَشِمنَ وَما تَفنى العَناقيدُ، العَبدُ لَيسَ لِحُرٍّ صالِحٍ بِأَخٍ، لَو أَنَّهُ في ثِيابِ الحُرِّ مَولودُ- لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ، إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ-ما كُنتُ أَحسَبُني أَحيا إِلى زَمَنٍ، يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ- وَلا تَوَهَّمتُ أَنَّ الناسَ قَد فُقِدوا، وَأَنَّ مِثلَ أَبي البَيضاءِ مَوجودُ- وَأَنَّ ذا الأَسوَدَ المَثقوبَ مِشفَرُهُ، تُطيعُهُ ذي العَضاريطُ الرَعاديدُ. ولكن عندما نسأل أين الله؟ فالصواب أنه لا يُمنع هذا السؤال من الإجابة عليه. وجوابه: أن الله في السماء، بمعنى العلو المطلق. وكيف يمنع من هذا السؤال، وقد سأله رسول الله ﷺ لجارية معاوية بن الحكم السلمي، فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، فقال ﷺ: أعتقها، فإنها مؤمنة، وأهل غزة معظمهم إذا لمً يكن جميعهم مؤمنون حق الإيمان وبالخصوص في هذه الآيات (ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ، أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ، وَلَقَدۡ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ، أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ فَوۡقَهُمۡ صَٰٓفَّٰتٖ وَيَقۡبِضۡنَۚ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱلرَّحۡمَٰنُۚ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءِۭ بَصِيرٌ، أَمَّنۡ هَٰذَا ٱلَّذِي يَرۡزُقُكُمۡ إِنۡ أَمۡسَكَ رِزۡقَهُۥۚ بَل لَّجُّواْ فِي عُتُوّٖ وَنُفُورٍ، أَفَمَن يَمۡشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجۡهِهِۦٓ أَهۡدَىٰٓ أَمَّن يَمۡشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ، قُلۡ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَكُمۡ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَۚ قَلِيلٗا مَّا تَشۡكُرُونَ، قُلۡ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَإِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ (الملك: 16-24)). فكل عام وكل إنسان في هذا الكون مؤمن بالله حق الإيمان وبرسوله ونبيه محمد ﷺ وبالقرآن الكريم وبالسنة الصحيحة بكل خير من الله وعساهم من عوادة للعمل على عزة الإسلام والمسلمين في هذا العال إلى يوم الدين.