عدنان نصار
إستهلال:
بصرف النظر عن آلية الفوز، نجح ترامب وتسلم رئاسة أمريكا، وتسيد البيت الأبيض ..، وفي ظني إنها رئاسة على طريقة الفوز بنسية 99% ضد السمراء الناعمة كاميلا هاريتس.!!
المحتوى:
منذ ما قبل وصول ترامب الى البيت الأبيض، والرجل يطلق تصريحات، تدخل في مسار الجدل “البيزنطي”، وهو بطبيعة الحال يدرك ذلك، ويميل ويتقصد هذا الدخول في دوائر المواجهة كي يبقى في الواجهة، مما يعني ذلك أن “ترامب” الميال الى الأناقة والعبثية السياسية، يعتقد ان قيادة العالم تستوجب مثل هذه التصريحات غير المبنية على الوعي السياسي، أو الإتزان من لدن رئيس أقوى دولة بالعالم ..، فقوة الدولة أيا كانت تسمتد عزيمتها من قوة رئيسها، وإتزان سياسته المبنية على المنطق السياسي وليس العبثية أو العنجهية .
ولعل تصريحات الرئيس الأنيق العبثي ترامب حول الأردن ومصر، ووجوب إستقبالهما للمهجرين من غزة عنوة، هو تصريح مبني على الوقاحة والهبل السياسي، ويحمل دلالات تتنافى مع أبسط قواعد السياسة والحقوق،
والإتفاقيات الدولية
وبروتوكلات السياسة ..وفي ظني، ولا أرتكب هنا إثم :”إن بعض الظن إثم” ان ترامب بتصريحاته المتعلقة بالأردن ومصر، تفتقر لذائقة الفعل السياسي المخضرم، وتفتقر للغة مهذبة، وهذا يتنافى بالمطلق مع الآداء السياسي أو حتى الأداء في العلاقات الإنسانية والسياسية .
تصريح ترامب عن الأردن ومصر ردا على سؤال متعلق بهرطقات ترحيل ابناء قطاع غزة للأردن ومصر أجاب ترامب : “نحن نفعل لهما الكثير وهم سيفعلون”..ترامب يقع في كل مرة في مأزق التصريحات، ويدخل في ورطة الكلام غير الموزون سياسيا، وهذا يدل على أمرين، الاول: العبثية السياسية .والثاني : الهبل السياسي المستند الى “المعابطة” وهي مفردة شعبية دارجة في بلاد الشام ومصر تدل على الحماقة ..!!
حماقة ترامب في تصريحاته عن الأردن ومصر، تجيء في وقت يحتاج فيه العالم الى الإمن والإستقرار، والخلاص من لعنات الشياطين التي تلاحق الآدميين في الجغرافيا الكونية، وهو أمر ممكن إذا صدقت النوايا السياسية العالمية، وقابل للتحقيق أذا توفرت الإرادة الدولية العادلة لتحقيق هذا الهدف .
لقد فعلت أمريكا الكثير للأمة العربية والإسلامية، وفق تصريحات ترامب، فما فعلته أمريكا أكثر مما يجب ..فهي مصدرة للفوضى في العالم، وصانعة لسلاح الموت بكل أشكاله، وناهبة لخيرات المظلومين والمضطهدين، وهي التي تنام على وسائد التخطيط والتفكير في بيتها الأبيض لبقاء العالم أسود ..أمريكا،عمليا هذا ما تفدمه، فلقمة المقهورين من أمريكا مغمسة بدم مراق بسلاح أمريكي.!!
ترامب، يريد كندا، وبنما، وجزر هناااك، وتهجير أبناء غزة، وطرد المهاجرين الى أمريكا، وبناء جدار مع دول الجوار الأمريكي لمنعهم من دخول الجنة ..! فمنذ وصول الرجل الى البيت الأبيض وهو يطلق تصريحات تدخله في ورطة الإشتباك مع الآخرين ..،تماما لكأن الرجل يعيش في حلبة مصارعة، ويريد الفوز بأي شكل حتى لو أدى ذاك الى “ركل” الحكم كما درج على في مسيرة حياته .
الأردن الرسمي، والشعبي يقف ضد سياسة التهجير بالمطلق ملكا وشعبا، وقالها ملك الأردن عبدالله الثاني صراحة مرارا وتكرارا في غير مناسبة، وسط إلتفاف شعبي اردني /فلسطيني داعم لهذا القرار، كما صرح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتصريحات مماثلة، تعد الأكثر جرأة منذ وصول السيسي الى سدة الرئاسة المصرية ..
الخلاصة..
تهجير مرفوض، وتصريحات حمقاء من رئيس مغمور ومخمور لأقوى دولة تخلو من أدب البروتوكلات .!!
كاتب وصحفي أردني..