بلال الغالب
في محافظة عجلون،حيث تمتد الغابات كقطعة زمرد أخضر وسط الجبال يبدو أن البعض قد قرر أن فصل الشتاء هو أنسب وقت لتحويل هذه الجنة إلى مجرد أطلال والسبب؟ التدفئة! نعم وكأن الأرض لم تُخلق إلا ليحصل البعض على مدفأة طبيعية مجانية تحت شعار (دفيني اليوم واحرق مستقبلي غدًا) الحرجية في خطر… والبلطات لا ترحم عندما تهمس أشجار عجلون لبعضها في المساء، فإنها لا تروي حكايات النسيم العليل أو تغني للطيور المهاجرة بل تحكي عن آخر رفيقة لها سقطت تحت نصل (الفاروعه بالعامية) فمنذ سنوات والأشجار في هذه المحافظة تعيش رعبًا موسميًا حيث يظهر فجأة جيش من (الخبراء البيئيين) المسلحين بالمناشير الكهربائية مصممين على إنقاذ أنفسهم من البرد ولو على حساب مستقبل أبنائهم ومستقبل الرقعه الخضراء الاحتطاب العشوائي: بين الفقر والجشع لنكن منصفين هناك من يقطع الأشجار بدافع الحاجة فقد تكون أسعار المحروقات قد بلغت عنان السماء لكن الغريب أن الاحتطاب لم يعد مقتصرًا على الأسر المحتاجة فقط بل أصبح لدينا (مستثمرون) في المجال ينشطون ليلًا وكأنهم في مهمة سرية يملؤون شاحناتهم بالأخشاب ثم يبيعونها لمن يدفع أكثر دون أن يكترثوا لمصير الغابات التي تشكل الرئة الوحيدة لهذه المحافظة الجميلة دور الرقابة… جهود تستحق الإشادة رغم التحديات الكبيرة لا يمكن إنكار أن الجهات الرقابية في عجلون تبذل جهودًا كبيرة لحماية الغابات فقد تم ضبط العديد من المخالفين ومصادرة كميات كبيرة من الحطب غير القانوني في محاولات مستمرة للحد من هذه الظاهرة ورجال الحراج والجهات الأمنية يعملون ليلاً ونهارًا لحماية هذه الثروة رغم أن بعض “المغامرين” لا يتورعون عن اللجوء إلى طرق احتيالية للهروب من العقاب الحل؟ دعوا الشجر وشأنه! إذا استمر الحال على ما هو عليه فإننا سنجد أنفسنا بعد سنوات قليلة نحتفل بمهرجان (لذكرى الأخيرة لأشجار عجلون) الحلول موجودة لكن تحتاج إلى إرادة حقيقية من زراعة الأشجار الجديدة إلى فرض رقابة صارمة وصولًا إلى توفير بدائل تدفئة بأسعار مقبولة وإلا فإننا سنظل ندور في حلقة مفرغة: ندفأ اليوم ونبرد غدًا لكن هذه المرة بلا أشجار ولا غابات،ولا حتى ظل نستظل به #الغطاء_النباتي #اشجار_عجلون #الفاروعه_اللعينة #مناشير_الكهرباء #تجار_الاخضر #وزارة_الزراعه