عماد المرينة بني يونس
أجمل ابتسامة تلك التي تشقُ طريقها وسط الدموع ، وأجمل فرح ذلك الذي يأتي بعد سنين عجاف، وأجمل تحدٍّ هو تحدي الإنسان لنفسه وأجمل نجاحٍ هو الذي يخرج لنا من رحم المعاناة .
سأتحدث اليوم عن نماذج من الشباب الذين جعلوا من التحدي والنجاح عنواناً لهم ، بالرغم من التحديات الصعبة التي ألمّتْ بهم في حياتهم اليومية ، إلا أن أصرارهم على مبتغاهم وتوكلهم على الله تعالى جعل منهم أنموذجاً يحتذى به لدى الشاب الأردني.
كثيرٌ من الشباب الذين أنهوا دراستهم الجامعية ، وتخرجوا من جامعاتهم، وكلهم أمل بأن يحضوا بفرصة تعيين في القطاع المدني أو العسكري ، إلا أنهم تفاجئوا بأن الحكومة قد أوقفت التعيين بهذا التخصص أو أن لديها فائض من أعداد الخريجين ، نتيحة لعدم رؤية واضحة مُعدة مسبقاً من قبل القائمين عليها ، ومن هنا تبدأ المعاناة.
من هؤلاء الشباب من سلَّمَ نفسه للقدر، وبقي عالة على نفسه وعلى أهله ومجتمعه ، برغم محاولاته التي لم يحضى بها على ما هو مطلوب ومع ذلك فإنه يعمل ولكن ليس بشكل دوري ، بل ليسد فراغه أو ليشعر أنه إنسان منتج للمجتمع .
والقسم الآخر، لم يستسلم للقدر، وقرر على الفور بأن يبدأ حياته العملية فاتحاً مشروعة الصغير ، مُتَّكِئ عليه ، مقتنعاً بما قسم الله له ، فهو يدير مشروعه الذي اختار ، وبه يخدم نفسه ، ويخدم مجتمعه ، ويواصل مشوار حياته كأي فرد من أفراد المجتمع.
ما أود ذكره في مقالي هذا ، هو تذكير أخواني الشباب ممن لم يحظوا بفرصة تعيين بعد إكمال دراستهم الجامعية جرآء التخبط الإداري الذي تشهده بعض مؤسسات الدولة، بأن يخلقوا لأنفسهم فرص عمل جديدة ومميزة ، لكي يتمكنوا من مواصلة مشوارهم في دوامة الحياة الصعبة التي نشهدها الآن ، وليعلموا أن الحياة لا تتوقف على وظيفة ما ، بل على العكس لربما تكون رهن لها في يوم ما ، هكذا يجب الشاب أن يكون ، أنموذجاً في البذل والعطاء ، ورمزاً للتحدي والمجابهة .
كلنا فخر بهذه النماذج من الشباب ، وأتمنى من الله تعالى بأن يوفقهم في حياتهم العملية والعلمية ، متمنيين لهم مزيداً من التقدم والإزدهار.