الدكتور نضال عواد شديفات يكتب
جاءتْ بِهدوءٍ، كحلمِ طفلٍ يمرُّ بين ضوء النافذةِ وظلِّها… رفرفتْ قليلًا، ثم قرَّرتْ أن ترقدَ عند حافة الشباك، بجوار مقعدِ الطالبات.
كانت تتنفَّسُ برِقَّةٍ، وكأنَّها تعرفُ أنَّ هذا المكانَ آمنٌ… لا تُزعجُها كثرةُ الحركةِ، ولا صوتُ الأقلامِ على الأوراق.
كانتِ الحمامةُ تَطمئنُّ إلى حضورنا، كما نطمئنُّ إلى وجودها ، حتى وضعتْ بيضَها..
في هذا المشهدِ البسيطِ، نتذكَّرُ كم يكفي الكونُ أحيانًا قليلٌ من السكينةِ لِيُصبحَ جميلًا.. حمامةٌ تَثِقُ بالحياةِ، وطالباتِ الطفولةِ حتى وهي نائمةٌ. ربما كانتْ تبحثُ عن دفءٍ، أو ربما أتتْ لِتُذكِّرَنا أنَّ بعضَ السَّلامِ لا يحتاجُ إلى أسبابٍ… فقط نافذةٌ مفتوحةٌ، وقلوبٌ تَعرِفُ كيف تَرحَمُ.