منذ مغامرة “الأشقياء” غير المحسوبة،والمتمثلة بفرض حصار غاشم على الشعب القطري المسلم المسالم ،وفي شهر الخير والمحبة والتسامح شهر رمضان المبارك من عام 2017،بعد مغادرة الرئيس ترمب للرياض إثر عقده ثلاث قمم :سعودية ،خليجية وإسلامية بغياب الرئيسين الإيراني والتركي،ورشوته من قبل الرياض ب 460 مليار دولار عدا ونقدا ،ناهيك عن المبالغ الأخرى التي ذهبت لإبنته إيفانكا وزوجها الصهيوني كوشنير وزوجته ميلانيا ،وعن هداياه الثمينة الضخمة التي لحقت به على متن سفينة بحرية لعجز الطائرة عن حملها،منذ ذلك اليوم والقيادة القطرية الحكيمة ممثلة بالنوخذة الماهر سمو أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ،تدعو للحوار الهاديء والموضوعي والهادف،وأيدت بشدة مبادرة حكيم الأمة سمو أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ صباح الأحمد للتوسط من أجل حل الإشكال،لكن الآخرين وقفوا في وجه هذه المبادرة حجر عثرة ،كما عطلوا دور جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين /رئيس القمة العربية آنذاك،دليلا أكيدا على نواياهم الشريرة،وكانت دعوات الدوحة المتتالية تدعو للحفاظ على كرامة وسيادة الجميع.
لم تكن دعوات دوحة العز للحوار من منطلق الضعف،أو بسبب تداعيات الحصار الغاشم،فدولة قطر وبتوجيهات قيادتها الكفوءة ،تجاوزت بسياساتها المدروسة وتحالفاتها الصادقة الحصار مبكرا،وأصبحت هي التي تحاصر الآخرين العاجزين عن الإعتراف بواقعم والخروج من مآزقهم التي تتكاثر وتودي بهم إلى التهلكة،وللمرة الثانية إذ أنهم وقبل سنوات عديدة حاولوا النيل من الشعب القطري لكن الصمود القطري كان لهم بالمرصاد وردهم خائبين،ومع ذلك لم يتعظوا .
آخر دعوات قطر للحوار مع دول الحصار الظالمة صدرت اليوم السبت 25 نيسان 2020 في بيان وجهته المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني إلى مجلس الأمن ، وبتوجيهات من صاحب السمو الأمير الشيخ تميم ،وكانت هذه الدعوة في حقيقتها مبادرة قطرية كريمة لمساعدة دول الحصار المتورطة في أزماتها المتجددة والتي ستقودهم إلى الإنهيار السياسي والإقتصادي ،وقد جاءت في وقت محسوب بدقة ،وهو شهر رمضان المبارك الذي شهد حصارهم الغاشم ،كما جاءت لتدل دلالة قطعية على طيبة وتسامح “هل قطر”وقيادتهم الحكيمة مع الآخر ،في حال قرر هذا الآخر إحترام نفسه قبل إحترام الآخرين.
يبقى السؤال :هل ستجد دعوة الدوحة الرمضانية للحوار آذانا صاغية من قبل دول الحصار،أم أنهم سيبقون في غيّهم يعمهون؟