ضيف الله قبيلات
خطورة تغيير قواعد التعامل مع الاسلام و المسلمين.
نجح قادة اليهود في تأليب قبائل الكفر الجاهلية العربية على النبي صلى الله عليه و سلم و المسلمين في المدينة المنورة و انضم يهود بني قريضة ” سكان المدينة ” إلى هذا التحالف فنقضوا العهد الذي كانوا قد وقعوه مع المسلمين وقائدهم صلى الله عليه و سلم فكانت غزوة الاحزاب في السنة الخامسة للهجرة .
عندما جاء خبر غدر بني قريظة و نقضهم للعهد تقنّع صلى الله عليه وسلم بثوبه و اضطجع و مكث طويلا حتى اشتد ذلك على المسلمين ثم نهض مبشرا يقول ” الله أكبر ، أبشروا يا معشر المسلمين بفتح الله و نصره ” .
لم تكن معركة الاحزاب معركة خسائر و انما كانت معركة اعصاب ، هزم الله فيها الاحزاب و كفى المؤمنين القتال .
في الساعة التي رجع فيها صلى الله عليه وسلم من الخندق إلى المدينة جاءه جبريل عليه السلام وهو يغتسل في بيت ام سلمة فقال :” اوضعت السلاح ؟ فان الملائكة لم تضع اسلحتها وما رجعت الآن الا من طلب القوم فانهض بمن معك إلى بني قريظة فاني سائر امامك ازلزل بهم حصونهم و اقذف في قلوبهم الرعب .
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في موكبه من المهاجرين و الانصار باسلحتهم حتى نزل على بئر من آبار بني قريظة يقال لها بئر “أنّا ” وبادر المسلمون إلى امتثال أمره و نهضوا من فورهم و تحركوا نحو بني قريظة .
هكذا تحرك الجيش الاسلامي نحو بني قريظة ارسالا و كانوا 3000 و الخيل 30 فأحاطوا بحصون بني قريظة و فرضوا عليهم الحصار حتى نزل يهود بني قريظة على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر باعتقال الرجال فوضعت القيود في ايديهم تحت اشراف محمد ابن مسلمة الانصاري و جُعلت النساء و الذراري بمعزل عن الرجال في ناحية ، و اتفق الطرفان على تحكيم الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه الذي كان مواليا ليهود بني قريظة في الجاهلية .
ارسل صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ الذي بقي بالمدينة للجرح الذي كان قد اصاب اكحله في معركة الاحزاب ، فأُرَكب حمارا و جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما انزلوه قالوا له يا سعد : ان هؤلاء قد نزلوا على حكمك ، قال : وحكمي نافذٌ فيهم ؟؟ قالوا : نعم ، قال : وعلى المسلمين ؟ قالوا : نعم ، قال : وعلى من ها هنا ، و اشار إلى ناحيه الرسول صلى الله عليه وسلم اجلالا له و تعظيما ، قال صلى الله عليه وسلم : نعم و عليّ ، قال سعد : اني احكم فيهم ان يُقتل الرجال و تسبى الذرية و تقسّم الاموال .
فقال صلى الله عليه وسلم ” لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات ” و تم تنفيذ الحكم على الفور ، و قتل مع رجال بني قريظة في هذا اليوم زعيم يهود بني النضير ” حُيي بن اخطب ” الذي كان قد حضر إلى بني قريظة وفاءً بوعده لزعيمهم كعب ابن أسد الذي وافقه _ بعد لأيٍ و حُيي يفتله في الذروة و الغارب _ حتى اقنعه بنقض عهده مع المسلمين و الدخول في تحالف المشركين .
كان هذا حال غير المسلمين الذين حاولوا تغيير قواعد التعامل مع الاسلام و المسلمين .
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم امتنع بعض المسلمين عن دفع الزكاه ، كما ان بعض المشركين ادعى النبوة امثال مسيلمة الكذاب ، فما كان من الخليفة ابي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه إلا ان أمر خالد بن الوليد بتجهيز الجيش لمحاربة من سماهم ” المرتدين ” .
اعترض على هذا الامر في البداية عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بقوله : يا ابا بكر كيف تقاتل قوما يشهدون ان لا اله إلا الله و يصلون الصلوات الخمس ، فقال ” والله لاقاتلنّ من فرّق بين الصلاه و الزكاه .. أينقص الدين وانا حي ؟ ” فاعتبر رضي الله عنه وهو اعلم و أفهم من كل ” عرب اليوم ” بالاسلام ان منع الزكاه و تعطيل أحد أركان الاسلام الخمسة هو نقص في الدين و بداية لنقض عُرى الاسلام واحدة تلو الاخرى ، قال تعالى ” أفتأمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض ، فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيٌ في الحياة الدنيا و يوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافلٍ عما تعملون ” .
سار خالد رضى الله تعالى عنه و وجه الجيوش إلى الجهات الاربع في الجزيرة العربية فقتل من قتل من المرتدين ” مانعي الزكاه ” و آبَ من آب و تاب من تاب حتى علمت العرب و فهمت حقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم و حقيقة الرسالة فدانوا لاحكام و قوانين الله المنصوص عليها في الكتاب و السنة .
كان هذا حال بعض المسلمين ممن حاولوا تغيير قواعد التعامل مع الاسلام و المسلمين .
اما وقد ظهرت اليوم لمن كان له بصر و بصيرة بشائر ظهور الاسلام و اصبح منه التمكين قاب قوسين ، فليحذر الذين يحاولون اليوم تغيير قواعد التعامل مع الاسلام و المسلمين المنصوص عليها في الكتاب و السنة ان يصيبهم ما اصاب بني قريظة و المرتدين .