بلال أبو الهدى
قال تعالى (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (آل عمران: 112)). لقد لاقى اليهود ما لاقوه من الذل والمسكنة والهوان والقتل والتعذيب من على زمن رسول الله ﷺ بفعل ايديهم (هم الذين طلبوا في غزوة الخندق تحكيم سعد بن معاذ فيهم وقد حكم بقتل المحاربين منهم وسبي نسائهم وأطفالهم وتوزيع أموالهم على المسلمين) وفي الدول الأوروبية (في المانيا بالخصوص وبقية الدول الأوروبية) الكثير الكثير. وبعد ذلك تحكموا في الدول عالميا عن طريق امتلاكهم لذهب ومال واقتصاد ومقدرات العالم ووضعهم لتنظيمات عالمية يقودونها ويتحكمون عن طريق ادخال قادة العالم بها. فلو عدنا إلى نص الآية السابقة فكان الله معهم (بحبل من الله على زمن سيدنا موسى عليه السلام) فقد نجاهم من الذلة والظلم الذي لحق بهم في مصر من قبل فرعون وجنوده (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُون، فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ، إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ، وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ، وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ، فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ، كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ، فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ، فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ، وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوالْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (الشعراء : 52 – 68)). وبعد سيدنا موسى وأخاه هارون رفعت عنهم الذلة والمسكنة بحبل من الناس كما ذكرنا آنفا حتى وقع هجوم “طوفان الأقصى” في السابع من اكتوبر 2023 من قبل قوات حماس ومن معهم من قوات المقاومة الإسلامية. وانطبقت عليهم الآيات التالية (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (يونس: 24))، (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ، فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الأنعام: 44 و 45)). وبالفعل بهجومهم الأعمى والظالم والضال والمدمر (دمروا في قطاع غزة عشرة أضعاف ما دمرته قنبلتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان) والبشع في القتل … الخ لأهل غزة العزل منذ 7/10/2024 حتى تاريخ كتابة ونشر هذه المقالة (الذي خلف 33137 شهيدا و55815 جريحا وتهجير مليونين مواطن من شمال ووسط غزة إلى رفح) خسروا حبل الناس عالميا. ومن الأدلة على ذلك فقدان هيبة جيشهم ومن معهم وتمريغ خشوم قادتهم في تراب غزة وأكبر دليل على ذلك تصريح وزير الحرب في دولة الكيان أنه ما لحق بهم من أضرار بشرية ومالية واقتصادية ونفسية لم يعهدوه منذ تأسيس دولتهم. قرار محكمة العدل العالمية في الشكوى التي قدمتها حكومة جنوب أفريقيا ضد دولة الكيان الصهيوني، عدم استخدام أمريكا لحق النقد “الفيتو” ضد القرار الذي حصل على موافقة اربعة عشرة دولة دائمة في مجلس الأمن الدولي وامتناع امريكا عن التصويت لإيقاف الحرب على قطاع غزة في آخر اجتماع له. إصدار قرار من لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بحظر وعدم بيع الأسلحة لدولة الكيان من قبل دول العالم. خروج الملايين من شعوب العالم من مختلف أطياف الشعوب صغارا وكبارا، نساء وذكورا، شيبا وشبانا، علماء ومثقفين وفنانين ورياضيين وإعلاميين … الخ في معظم عواصم الدول في العالم إذا لم يكن جميع الدول في العالم مطالبين بإيقاف الإبادة الجماعية والعرقية من قبل قوات دولة الكيان جويا وبحريا وبريا على شعب غزة الأعزل. والهتاف: الحرية لفلسطين من النهر إلى البحر وانقلابهم على رواية الهولوكوست الإسرائيلية والمطالبة بإزالة اسرائيل. علاوة على أن معظم السياسيين في اسرائيل يقولون: إن رئيس وزراء الكيان الذي كاد ان يصبح ملكا على دولة الاحتلال، ختم حياته السياسية بالفشل الذريع والخزي والعار والمرض والشقاء والتعاسة … إلخ إلى أبد الآبدين. فعليه أن يستقيل هو وحكومته على الفور ويعتزل السياسة ويسلم نفسه للقضاء لمحاسبته ومن معه.