هنا العلي
حين نصمت يكثر الحديث
بقلم :هنا العلي
لماذا أريد أن أكتب وأدوِّن مدونتي هذه؟ هل لأنني اكتشفت أننا حين نصمت يكثر الحديث ؟..لذلك أردت أن أكتب لأشارك الآخرين ما يطبخ ويدور في عقلي من أفكار؛ لأننا حين نعبر عن جزء مهم مخفي عن الآخرين، وخصوصاً الجانب الإنساني البحت الذي لا نتشارك به مع الجميع، وإنما حفنة من البشر يتمتع بتلك الصفة الإنسانية التي أعتبرها رزقاً يساق إلينا من الله العزيز الكريم.
ببساطة مهما حاولنا إخفاء ذلك الرزق لا بد أن يظهر من خلال القلم الذي يدوِّن حزن حدوث جريمة ما من كافة مناطق ومدن منطقتنا ؛ ليتسارع الناس من المثقف إلى غير المثقف وحتى من أصفهم عادة بالمتفرغ في الحكم عبر وسائل السوشيال ميديا (social media) على الآخرين من البشر، وأعتقد أن النقد وتناقل الاتهامات في قضية ما كانت لتحدث لولا سلاح ماضٍ هو عدم تغير الشعوب العربية عما تعودت عليه من عادات القيل والقال ونشر التهم والقصص غير الصحيحة.
والسبب كلما تثقف الفرد أصبحت آراؤه قيمة في نقل ثقافته إلى غيره ومن أقرانه من البشر، أما الآن أصبح الرأي وإعطاء الرأي الآخر دون وعي ودون وزن لما سينشر لبث الردود على الأشخاص، وذلك إما دفاعاً عن عزيز أو لقمع آخر، ونشر التهم من خلال الذم أو القدح؛ حيث اعتبرها من وجهة نظري أضعف السبل لتحقيق مآرب في النفس أو لإيصال الإعجاب من خلال كتابة ما هو جديد، حتى لو هذا الجديد سيضر بمتوفى أو مجرى قضية أو شخصنة نشر حادثة ما منع نشرها.
دوماً أستغرب ويراودني هذا السؤال في عقلي: لماذا أصبح عصرنا هذا مفتوحاً من كل الجهات، وأصبح من لا حرمة له مباحاً لكل مَن هبَّ ودبَّ؟ هل لوسائل الإعلام الضعيفة سبب في جعل المواطن العادي القليل الخبرة في تولي نشر الخبر الذي قد يكون سبباً في دمار مجتمع بأكمله بدل أن يكون قضية تخص الأسرة بمفردها فقط؟
الأسئلة كثيرة عن السبب الذي جعل المواطن يحكم على الآخرين بمقاس عقله وقلمه، أيها الإنسان إن لكل شخص قصة من الله، فلا تقسُ على الآخرين بقصص من أفكارك.