الصحفي عامر خطاطبة
حماس وحزب الله
من اللافت، أن حماس، ورغم كل ما تعرضت له من ضربات جوية وهجوم بري واسع طيلة 15شهرا، واستشهاد أبرز قادتها السياسيين والعسكريين وقيادات مجلسها العسكري، إلا أن كل ذلك لم يفت في عضدها، أو يؤثر في قدراتها البنيوية وصمودها وثباتها، وقدرتها على إدارة المعركة، ومواصلة التجنيد بإعتراف العدو، وبعدها عملية إدارة صفقة التبادل، والظهور فوراً بكامل تنظيمها وثباتها وقوتها خلال عمليات تبادل الأسرى.
في المقابل، ورغم قصر المواجهة مع إسرائيل، والفارق الكبير في قدراته التسليحية مقارنة بالقسام، بات واضحا حجم الضرر الذي لحق بحزب الله اللبناني ومعنوياته وقدراته وبنيته ، وخصوصا بعد استشهاد أمينه العام حسن نصر الله وتلاه صفي الدين، ومقتل وإصابة بعض قادته وعناصره جراء عملية البيجرات، وهذا ما يظهر في تأخرها بلملمة صفوفها، رغم وقف إطلاق النار منذ أشهر، وهو الأمر الذي يؤكده تأخير مراسم دفن أمينيها العامين.
وهنا، تفرض المقارنة تساؤلا: لماذا حدث هذا؟؟
شخصيا، لم أجد جوابا على ذلك، إلا أن حماس وكتائب القسام لا تتأثر معنوياتها وبنيتها بإستشهاد أي من القادة، وذلك أن مرجعيتها وتلقي التوجيه لا ترتبط بشخص مهما كان، وإنما هي بنت فكرتها الوطنية الراسخة، وتستمد فكرها الجهادي المقاوم من القرآن الكريم والسنة النبوية، وإيمانها المطلق بعدالة قضيتها التي تقاتل من أجلها، في حين ترتبط ذهنية المقاتلين في حزب الله بالدرجة الأساس بفتاوى ومرجعية السيد والولي الفقيه والولاء له، ما يجعل صمودهم ومعنوياتهم تفتر أو تقوى وفقا لها،أو حتى تفنى معها.