د. عزت جرادات
(ميسا) هو المسمى لحلف الناتو العربي المزعوم, فهو تحالف استراتيجي للشرق الأوسط (MESA), وهو فكرة أمريكية قديمة حديثة لإنشاء تحالف خليجي ومصر والأردن والولايات المتحدة الأمريكية …
وسوف يتعاطى هذا الحلف مع أزمات المنطقة وتحدياتها, باستثناء ما يتعلق بإسرائيل, ويتطلع إلى تحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة من خلال وضع أسس للتعاون الأمني والاقتصادي والسياسي, وتشكيل سد منيع لمواجهة الحظر الإيراني والإرهاب والتطرف .
كان ذلك هو التعريف الموجز والبسيط (للناتو العربي) المزعوم, فكرة وغايات وأهدافا …
– احتلت هذه الفكرة الساحة الإعلامية الدولية بعد إطلاقها من قبل الإدارة الأمريكية..لفترة زمنية..على الرغم من أن بعض الدوائر السياسية العالمية لم تأخذ الموضوع مأخذ الجد، وبدأت فرص ولادة هذا الحلف تتضاءل أمام تحليلات سياسية وآراء ناقدة. وقد اختلفت هذه التحليلات في تقدير مدى النجاح والفشل.
– فالمنطقة تعاني من التعقيدات والاختلافات العميقة التي يتعذر حلها بسهولة تمهيداً للولادة القيصرية للحلف المزعوم .
– والفكرة تقوم على تحديد عدو واحد للدول المفترض مشاركتها – في الحلف- ويتعذر اتفاق تلك الدول على تحديد العدو المشترك.
– وتتجاهل الفكرة أهم أزمة أو مشكلة تعاني منها المنطقة وهي أزمة الصراع (العربي- الصهيوني) والذي اختصر تحت مسمى (الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي) ولو مؤقتاً .
– لقد تضاربت الأنباء حول النوايا والجهود التي تهدف إلى تجسيد هذه الفكرة:
• فثمة توجهات لعقد قمة بزعامة أمريكية في مطلع عام (2019) لوضع أسس تعاون امني اقتصادي سياسي تمهيداً لإقامة تحالف استراتيجي للشرق الأوسط (ميسا) أو (MESA) على نمط حلف (الناتو) .
• وجاء من مصدر أمريكي أن الاهتمام جاد لإقامة سد المواجهة (إيران والإرهاب والتطرف) في منطقة الشرق الأوسط, وأن الإدارة الأمريكية سوف تستضيف اجتماعاً لعدد من الدول المعنية في منتصف تشرين الأول (اكتوبر) الجاري لوضع أسس لإقامة ذلك السد أو الحلف, والذي من شأنه تخفيف العبء المالي الذي تتحمله الولايات المتحدة في المنطقة, وحشد القوى التي يتطلبها الحلف من دول المنطقة نفسها .
• وحسب (الايكونومست)، فقد وصفت التحالف بأنه سيعمل بميزانية تزيد على ماية مليار (100) دولار بقوة من (300) ثلاثمائة ألف جندي و(500) خمسمائة دبابة و(1000) ألف طائرة مقاتلة, ويبقى التساؤل قائماً عن مصادر تمويل هذه المتطلبات .
• وتذهب المجلة نفسها إلى القول, أن التحالفات أو المحاولات السابقة في المنطقة العربية قد فشلت, ولن تخرج هذه المحاولة عن تلك القاعدة .
وإذا ما اخذ بعين الاعتبار الاختلافات العربية الراهنة, وانعدام التوافق على العدو الأول للدول العربية, وهو إسرائيل, والتدهور الخطير في عدد من الدول العربية, وانعدام ثقة الشعوب العربية بالسياسة الأمريكية, وبخاصة في حالة الاحتلال الإسرائيلي والدعم الأمريكي لاستمرار ذلك الاحتلال. فان حلف (ميسا) المزعوم وأي حلف لا ينبثق من رؤية عربية مستقلة … سيكون مصيره الفشل .