مصطفى الشبول
بعد أن صارعت أم نايف المرض سنوات عدة انتقلت إلى جوار ربها ، وبدأ حديث الشارع وتكهنات أهل البلد عن زواج أبو نايف بعد رحيل زوجته ، طبعاً أبو نايف وصل إلى الستين من عمره وله أربعة أبناء ذكور (متزوجين) وكان يحمد الله على أن أبنائه كلهم ذكور حتى لا تخرج ورثته إلى رجل غريب إذا تزوجت ابنته (على رأيه) ، فقد كان أبو نايف رجل ماسك أيده شوي وما بطلع القرش منه بسهوله غير حبه للأرض وتمسكه فيها وكانت مشاكله كثير مع جيرانه بالأرض على الحدود … المهم اقتنع انه يتزوج من باب انه ضل وحداني بالدار ، وفعلا خطب وتزوج بنفس الأسبوع ، ولحسن الحظ زوجته الجديدة (فلحه) طلعت بنت حلال وكان شغلها الشاغل العناية بأبو نايف وخدمته ، ومع مرور سنة على زواجهم أبو نايف شعر بألم شديد بجسمه وبعد إصرار شديد من فلحه على أخذه للمستشفى وبعد إبلاغ أولاده نقلوا أبو نايف للمستشفى وبعد الفحوصات تبين انه أبو نايف عنده مرض خبيث من سنوات وأسع أنتشر بشكل كبير بجسمه ، وعملوا لأبو نايف دخول وضلت فلحه قاعدة عنده بالمستشفى طول فترة وجوده ، ولما عرف أبو نايف بحالته الصحية السيئة بعد اعتراف الدكتور له بأن وضعه يزداد سوء وإلزامه بيته، قام أبو نايف باستدعاء أبنائه للبيت وطلب منهم إحضار معاملة طلاقه من فلحه… وفعلا تم طلاق فلحه وكانت مبررات أبو نايف هي الخوف من أن تشارك فلحه أولاده بالميراث وحتى لا تخرج ورثته للغريب (على رأي أبو نايف) ونسي معروف فلحه معه وإحسانها له والعناية الشديدة به والمبيت معه بالمستشفى وعدم تركه وقت مرضه… والمشكلة أنه أبو نايف كل صلاته بالمسجد وبسابق على الصف الأول … ورجعت فلحه لبيت أهلها وهي ما بتعرف شو سبب طلاقها … وبقي أبو نايف يصارع المرض وحيدا بعد أن انشغل أبنائه عنه وأهملوه، لكنه مقتنع بما فعل …
هذه القصة حقيقية بأسماء وهمية وربما فيها اختلاف بسيط في الأدوار والشخوص لكنها حدثت بالواقع لنعرف إلى أين وصلت الجرائم البشرية حدها… جرائم لا يتصورها العقل ، فمن الناس يبقى مجبولاً على فعل الشر حتى بالنهايات ووقت الاحتضار و عند الرحيل…
فكيف لنا أن نثق في التاريخ والماضي ، إذا كان الحاضر يتم تزويره وتحريفه أمام أعيننا..