زكي أحمد أبو ضلع
تكنولوجيا بأيدي جهلة
بقلم : زكي أحمد أبو ضلع
ان وضع البشرية اليوم مع التكنولوجيا وما يتعرض له الانسان من مخاطر تحتاج منا الى الحيطة والحذر ، وكلما ازداد الانسان ذكاء تفنن في تعذيب نفسه ، فالتكنولوجيا هي نتاج ذكاء الانسان المبدع ، وهذه التكنولوجيا سيف ذو حدين ، يمكن استخدامه للخير وللشر معا ، وهذا يعتمد على المستوى الاخلاقي لدى مستخدم هذه التكنولوجيا الذي اصبح امتلاكها سهلا حتى من قبل الجهلة والاشرار والساقطين اخلاقيا ، هناك حقيقتان جديرتان بالذكر ، الاولى ان التقدم الحضاري لم يكن على مستوى واحد بين الشعوب والامم ، فهناك شعوب وصلت الى أعلى مراتب التطور والرقي في الاخلاق والقيم الانسانية ، وهناك قسم آخر عكس هذا تماما ، متخلفين ومنحرفين وساقطين تحركهم اغراض شريرة وغرائز حيوانية بدائية معادية للعادات والتقاليد ومعادية للبشرية ، ومنها ما تقوم بنشره القوى الظلامية الإرهابية ، ولا شك أن مجتمعاتنا هي أكثر المجتمعات تعرضا لخطر التكنولوجيا ، والموضوع الهام الذي أريد الوصول إليه ومن الاطلاع ومتابعة بعض القضايا في المحاكم النظامية والشرعية ، تجد أن الكثير من القضايا سببها استخدام التكنولوجيا بأغراض منافية للأخلاق والعادات والتقاليد وبسبب هذا الاستخدام الخاطئ ارتفعت نسبة الطلاق في الأردن بسبب الفيس بوك والواتس أب وغير ذلك من استخدامات الهواتف النقالة ، حيث كشفت إحصائيات دائرة قاضي القضاة ارتفاع نسبة الطلاق ، وأن الاستخدام الخاطئ لهذه التكنولوجيا سهل الخيانة الزوجية لكلا الطرفين وكذلك أضعف الروابط الأسرية بين أفراد الاسرة بمن فيهم الزوجان .
ومن الاسباب الاخرى هو تغيير مفهوم الطلاق من ناحية اجتماعية وتغيير نظرة المجتمع للمرأة المطلقة ، سهل على المرأة طلب الطلاق وكذلك الزواج المبكر له الدور الأكبر في ارتفاع حالات الطلاق .
وتشير الاحصائيات في السنوات الأربعة الأخيرة تجاوز حالات الطلاق الى حوالي ( 30000 ) ثلاثون الف حالة . وهذا مؤشر سلبي وكارثة حقيقية لمجتمعاتنا العربية والإسلامية .
ومن القضايا التي تسببت في تدمير عائلة بالكامل قيام أحدى الزوجات بتصوير نفسها في بيتها وهي في ملابس النوم . وقيام أحد أطفالها بالعبث بهاتفها وعمل مشاركة لصورة والدته . وانتشرت هذه الصورة بالخطأ لكل أصدقاء زوجها ، وهذا كان سببا في انفصال الزوجان .
وقصة أخرى أن أحدى طالبات الجامعة وعند بداية التسجيل جاء إليها أحد الطلبة ليقوم بمساعدتها في إكمال تسجيلها في الجامعة واختيار مواد الفصل الأول لها . البنت كما يقولون على نياتها . هذا الشاب كل يوم يبعث لها وتبعث له ، وفي إحدى المرات لم يكن لديها رصيد وقامت بإرسال رسالة لذلك الشاب من تلفون والدتها . تمادى هذا الشاب كثيرا ، وقامت هذه الطالبة بتغيير رقم هاتفها .
بدأ هذا الشاب بمراسلة البنت على تلفون والدتها ، واكتشف الأب رسائل هذا الشاب المنحرف وحصلت المشاكل الكبيرة والكثيرة بين الأب والزوجة والبنت ووصلت الى المحاكم . وهناك حالات كثيرة جدا أسبابها الاستخدام الخاطئ للهاتف .
رسالتي هي أن نتقي الله في أنفسنا وفي عائلاتنا وأن نتوخى الحذر من هذه الآفة الخطيرة التي تهدد قيمنا واخلاقنا . ورسالتي أيضا أوجهها الى بناتنا بأن يتقين الله في أهليهن ، وأن لا يفسحن المجال الى أصحاب النفوس المريضة . وأرجو الله أن يحفظ بناتنا وأبنائنا من خطر هذه الآفة الخطيرة على مجتمعنا . والله من وراء القصد .