اسعد العزوني
يذهلنا كثيرا هذا المستثمر الأمريكي الذي قادته الظروف المحكمة إلى البيت الأبيض ،ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية ،ومن أكثر رؤساء أمريكا السابقين “إشكالية” ،بل وفاق كلا من الرئيس فرانكلين الذي حذر الشعب الأمريكي من خطر يهود في حال أعطوا ما لا يستحقونه .
وقال في رسالته أننا أي الأمريكيين سنصبح عبيدا لهم بعد مئة عام ،وهذا ما حدث ، بينما إستدعى الرئيس المغدور جون كينيدي رئيس وزارء مستدمرة إسرائيل الخزيرة ليفي إشكول ،ووبخه بعد إكتشاف مفاعل ديمونة ،وعقد مؤتمرا صحفيا قال فيه :إلى متى ستبقى إسرائيل فوق القانون؟ وبعد ذلك قتلوه والغريب في الأمر ان القضاء الأمريكي وبعد أكثر من أربعين عاما لم يكتشف القاتل.
يذهلنا الرئيس ترامب بقراراته الإشكالية ،ولا أتحدث هنا عن قراره بمنع دخول المسلمين من سبع دول هي :سوريا والعراق والسودان والصومال وإيران ولبنان وليبيا ،لأنه يعرف مدى حجم ووزن شركائه المسلمين الذين منحوه الأمن والأمان والأرباح الوفيرة ،بل سأتحدث عن أخطر قرار يمكن لرئيس أمريكي في هذه المرحلة المجازفة بحياته بعد إقراره .
لقد أقدم ترامب على تحريك عش الدبابير بكلتا يديه ،وأعني بذلك أنه إن صدقت النوايا ،فإنه يلقي بقفاز التحدي في وجه يهود الذين تقودهم منظمة الإيباك ،التي تسيطر أيضا على امريكا بمجملها ،وبالتالي فإن الرئيس الذي يتحداها بقرار مصدق عليه رئاسيا يكون إما أشجع الشجعان ،أو انه متآمر معها لكي يطلق يديها للعبث في أمريكا لتسهيل مهته الإنقسامية .
ما قام به ترامب أمر محير فهو المتحمس لنقل السفارة الأمريكية من تل الربيع “تل أبيب”المحتلة إلى القدس المحتلة ،وهذا ما عجز عنه كافة رؤساء أمريكا بمن فيهم المجنون بوش الصغير، وهو صاحب التصريحات الأشد وقعا بخصوص تأييد مستدمرة إسرائيل.
صادق الرئيس ترامب على قرار يقضي بمنع المسؤولين الأمريكيين وإلى الأبد من الإتصال بمراكز الضغط” اللوبيات ” التي تعمل لأجل تحقيق مصالح دول أجنبية ،وهذا يعني أن الإيباك هو المقصود ،لأنه لا توجد لوبيات تحاكي دور وواقع وأثر وتأثير الإيباك ، والسؤال : هل يعي ترامب ما يوقع عليها من قرارات ؟
أتفهم أن يوقع ترامب كيميني على قرار منع المسلمين من دخول امريكا ،لكنني لا أتفهم قراره بسن قانون يمنع المسؤولين الأمريكيين مدى الحياة من الإتصال باللوبيات الأجنبية.
الغريب في الأمر أن الإيباك وفرخاتها مثل معهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية “ميمري”الذي أسسه ضباط مخابرات إسرائيليين ومقره واشنطن فلم تتحرك كردة فعل على ترامب ،عكس الشارع الأمريكي والعديد من كبار المسؤولين الأمريكيين الذين إنتفضوا حتى لحظة كتابة هذا المقال ضد قرار منع المسلمين ،إلى درجة أن القاضية الإتحادية آن دونلي هزت عرش ترامب بإيقاف أوامره الرئاسية بحظر دخول المسلمين ، وكذلك تصريحات للعديد من حكام الولايات الأمريكية الذين إستهجنوا ما يفعله ،ولجوء جهات أمريكية ومسلمة إلى القضاء .
لا أعتقد أن ترامب يتصرف هكذا بل هو موحى إليه وأنه تعهد بتفكيك الولايات المتحدة ،وها هي كاليفورنيا تبدا الإستفتاء على الإنفصال، إضافة إلى أن امريكيين كبارا أعرف بعضهم يؤكدون أنهم سينتقلون للعيش في كندا لصعوبة العيش تحت ظل رئيس مثل ترامب.