ضيف الله قبيلات
تأملات في ذكرى غزوة مؤتة
الخبر:تحضرنا في هذا الشهر العربي ذكرى غزوة مؤتة التي حدثت في جمادى الأولى 8 هجري، وهي الغزوة الاولى التي يأمر بها النبي الكريم رأس الدولة الإسلامية محمد صلى الله عليه وسلم خارج حدود الجزيرة العربية والتي كانت بداية اللقاء الدامي مع الرومان وكانت نتيجتها ونهايتها من عجائب الدهر.
اما السبب الذي استدعى هذه الغزوة فهو مقتل الصحابي الجليل الحارث بن عمير الأزدي رضي الله تعالى عنه إذ بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه إلى حاكم بصرى الروماني آنذاك فعرض له عامل الرومان على البلقاء يومئد شرحبيل بن عمرو الغساني فاوثقه رباطا ثم ضرب عنقه إرضاءا لأسياده الرومان.
اشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجهز جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل لغزو الروم وتأديبهم على فعلتهم الشنيعة ولإظهار بأس وقوة المسلمين إعلاناً عن وجود قوة جديدة ضاربة في المنطقة تدعو للتوحيد ونبذ الشرك إسمها الدولة الإسلامية فالتقوا في “مؤتة” بجيش تحالف الشرك الذي ضم مئة ألف مقاتل رومي ومئة ألف مقاتل عربي غساني.
على غرار ذلك استبعد طبعاً ان تقوم حكومة الملقي اليوم بغزو العدو الصهيوني – عصابة الحوش واللمم الإرهابية التي يسمونها إسرائيل – بعد ورود أنباء مؤكدة عن قتلها لمواطنين اردنيين هما القاضي رائد زعيتر والشاب سعيد العمرو رحمهما الله، وذلك اقتداءا بفعل رسول الله صلى عليه وسلم النبي الذي يؤمن به الملقي وحكومته على حد علمي، وهو القائل “من رغب عن سنتي فليس مني”، والشعب الاردني جاهز طبعاً لدفع ضريبة هذه الغزوة “الملقوية” 16% او حتى 100% خيراً من تبذيرها على حفلة ميسي رم او حفلة موسيقار العقبة ” اللهم لا تؤآخذنا بما فعل السفهاء منا” وصدق من قال “من أمن العقوبة أساء الأدب واستخف بالشعب واستمر بالنهب”.
كانت غزوة مؤتة اول غزوة للمسلمين على غير العرب “الأجانب الرومان” السواح المسلحين الذين اعتادوا السياحة المسلحة وغير المسلحة للسيطرة على بلادنا قبل الإسلام، حتى جاء المسلمون المسلحون فاخرجوهم منها وطردوهم شر طرده فهرب من بقي حيا منهم مثل زعيمهم هرقل الذي قال “وداعاً يا سوريا وداعاً لا لقاء بعده”، وصدق من قال “إذا هبت ريح الإيمان جاءت بالعجائب”.
وبما أن كل شيء عنده بمقدار سبحانه وتعالى مالك الملك فقد كان يوم السبت الماضي أحد ايام جمادى الأولى ذكرى غزوة مؤتة أن هبت على الجنوب بدءا من الكرك الأبيه “هبة الريح” التي حملت إليهم عبق ارواح شهداء مؤتة رضوان الله عليهم واظن انها ستمتد إلى كل ارجاء الوطن مع عبق ارواح الشهداء الصحابة على امتداد رقعة الوطن العزيز مروراً بمقام ابي ذر الغفاري في ذيبان ثم شمالاً إلى ابي عبيدة وشرحبيل وضرار ومعاذ بن جبل رضوان الله عليهم جميعاً.
كان السبت الماضي يوماً مشهوداً في الكرك يعجز بياني عن وصفه والأحد مثله في السلط والطفيلة وذيبان تأييداً للكرك وأهلها وفي مقدمتهم سعادة نائب الوطن صداح الحباشنة، وهي رسالة من الجنوب بلغة بليغة عاجلة صريحة تطالب بإسقاط الحكومة ونهجها وإلغاء كل ما نتج عنها من جرائم اقتصادية او ضريبية او إدارية وبحسب هتافاتهم اعتبروها حكومة معادية للشعب الاردني المظلوم واكدوا على أنه لا بد من محاكمة الفاسدين اليوم او غداً واعادة المليارات التي نهبوها إلى الخزينة لسداد المديونية ولتشغيل العاطلين عن العمل وتحسين رواتب الموظفين قريباً من راتب احمد هليل ومحمد الوكيل لوقف تدهور وتردي مستوى معيشتهم، كما طالبوا بتعويض الشعب الأردني عن كل الاضرار التي لحقت به جراء جرائم هذه الحكومات كما طالبوا بحكومة انقاذ وطني.
ونحنُ في مؤتة نتنسم عبق ارواح الشهداء لا بد لي من الوقوف عند جامعة مؤتة وخصوصاً عند اساتذة العلوم السياسية فيها، وابدأ بالاستاذ الدكتور فوزي تيم ابن الخليل فك الله اسرها بلد ابراهيم الخليل عليه السلام اذ يذكره كل من عرفه من طلابه او غيرهم فيشهدون له بالعلم الزاخر والفكر السياسي الثاقب ثم الاخلاص في العمل فجزاه الله خيراً عن الاردن وطناً وشعباً.
ثم اثني بالاستاذ الدكتور صداح الحباشنة استاذ العلوم السياسية ابن الكرك الأبية ونائب الوطن الذي طلب منه طوبرجية الحكومة في مجلس النواب “المطبلين” ان يخاطب رئيس الحكومة بلغة سياسية، وهذا يدل على انزعاجهم من سماع حديث سياسي بلهجة اردنية، حيث كان صداح يصدح سياسة باللهجة الاردنية فجزاه الله خيراً هو الآخر عن الأردن وطناً وشعباً.
يبدو لي أن الشعب الأردني مصمم على ايجاد حل لمشكلته المزمنة فتجده يبتكر مرة بعد مرة اسلوبا جديداً للخلاص.
سلام على ارواح شهداء مؤتة والصحابة أجمعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالمين.