عدنان نصار
بعد إرتفاع منسوب الحديث عن تقييم قطر لدورها كوسيط بين حماس و “إسرائيل” في ملفات متعددة، منها بالطبع ملف الأسرى الاسرائيليين لدى حماس ..يفكر حاليا قادة حماس بمغادرة قطر، وفق تقارير سياسية وإعلامية، تناولت هذا الأمر صراحة .
ربما، تكون العاصمة التركية انقره، وجهة قادة حماس المقبلة بعد تفاهمات سياسية بين الطرفين (انقره وحماس) بعد زيارة رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنيه إلى انقره قبل يومين، وإجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.الحراك السياسي بين انقره وحماس، على مستوى عال، يدفع بإتجاه تعزيز فكرة مغادرة قادة حماس إلى انقره، في وقت قريب ربما، بعد ترتيبات على ما يبدو قد أنهيت بين الطرفين..
خيارات حماس والبحث عن بدائل عن الدوحة، هي لا شك محدودة جدا ..فحماس القريبة سياسيا من ايران، ليس امامها سوى التفكير بمناطق تقع تحت النفوذ الايراني مثل : سوريا، اليمن، لبنان و العراق، أو الخيار التركي والمغادرة بإتجاه انقره .
حماس، على الرغم من توافقاتها السياسية مع إيران إلى حد بعيد، لكنها لا تميل ابدا إلى نقل إقامة قادتها إلى مناطق النفوذ الإيرانية، لاعتبارات سياسية عديدة، أبرزها:(عدم وضع ثقل حماس في السلة الايرانية) أيضا لإعتبارات سياسية اقليمية من جهة، والمحافظة على استقلالية حماس في إتخاذ القرارات دون أي تأثيرات من اي جهة ..،لذلك من المستبعد تماما لجوء حماس في إقامتها بالمناطق التابعة للنفوذ الايراني .
تركيا، ربما هي الأقرب لحماس، فالخلفية الايدولوجية متقاربة تماما، وتجمعهما مرجعية واحدة في الفكر (الاخوان المسلمين) وأن اختلفت الطرق ..فالتقارب اللصيق بين الأفكار ذاتها كفيل بإزالة اي خلاف أو إختلاف لطالما ان الحزب الحاكم في تركيا ورؤية الحركة ايدولوجيا واحدة .
حسم قرار إختيار العاصمة التالية،بعد الدوحة، عند حماس، يبدو أنه وصل إلى نهايته، وأنقره، على ما يبدو جاهزة فعليا ان تلعب دور الوسيط بين حماس و”إسرائيل” بتناغمات أمريكية أيضا التي يؤخذ رأيها ولا يمكن اغفاله، رغم دورها اي أمريكا المنحاز الى الطغاة الصهاينة ودعم التهم العسكرية ..،الا ان الأمر سياسيا عند تركيا وحماس له مسار آخر، يتمثل بمصالح المقاومة الفلسطينية وقضية فلسطين العادلة، بعد كل هذا الدم الذي سال على عتبات مدن ومخيمات وطرقات غزة ..،وهذا الحال يبدو أنه ينتقل تدريجيا إلى الضفة الغربية بشكل ينذر بتوسع جغرافيا المقاومة الفلسطينية في غير مدينة ومخيم من مخيمات الضفة الغربية.
صرف جوازات سفر تركية لقادة حماس مؤخرا، ومنحهم حرية الحركة والتنقل بما في ذلك الحرية العملياتية، يعزز فكرة اختيارة قادة حماس للعاصمة التركية، وهو أمر على ما يبدو وصل إلى مراحله الاخيره وفق تقديرات وتقارير سياسية وإعلامية، تتحدث عن هذا الأمر .
بصرف النظر، عن العاصمة التالية بعد الدوحة، تتمسك حماس بثوابت سياسية ونضالية تعزز مسار التحرر من براثن الإحتلال الاسرائيلي..، وتبدي حماس أيضا مرونة سياسية في شكل الحكومة الفلسطينية المقبلة، مستندة إلى أن الشعب الفلسطيني هو من يقرر ذالك، مما يعني أن حماس لديها القابلية السياسية “بالأخذ والعطاء” بمرونة تعطي الاولوية لقرار الشعب الفلسطيني في حال إجراء انتخابات نزيهه ..، ولدى حماس القابلية بالمشاركة في حكومة وطنية فلسطينية تستند إلى مسار قضيتها العادلة ..قضية فلسطين وحقها في التحرر وإقامة دولة مستقلة .
كاتب وصحفي اردني..