فلحة بريزات
شيرين الهوية الجامعة، من قال أنها الخبر؟!
(ابنة فلسطين ) التي احتضنتها أرض القدس في يوم جمعة مباركة بإرادة رب العالمين هي (القضية) وأحد عناوين صمودها، هَزمت بقوة كلمتها، وصدق حجتها دولة مدججة بالإرهاب، وأرهبت جنازتها قادة الكيان، فجاء القرار: قرارالتوحش بعد قرار الاستهداف .
لله درك يا ساكنة كل بيت حر، فمن ملامح وجهك قرأنا معاناة الأوطان، حين صغتِ رسالة مهنية لا لغو فيها ولا تأثيم، وأنت تنقلين رصاصات بنادقهم وقصف مروحياتهم على مرأى من عالم يرى ولا يرى ، ومن ثنايا كلماتك تنفسنا رائحة الأرض وعبق البيوت التي هُدمت، حين عريتِ بقوة منطقك أضغان العدو وزيف إنسانيته، ومن نضرة روحكِ شربنا كأس الكرامة والصمود؛ فاستشهدتِ واقفة في وقت انحنى فيه الكبار منذ وعد بلفور المشؤوم.
بع قرن من العطاء كنت فيها آية الحقيقة المبصرة ونقش حنة في هوية جامعة عجزت أنظمة عن صياغتها ولم شملها، فعلتِ بحضورك كما في غيابك لقضية الحق ما لم يفعله الساسة بحجم مواقعهم، ورتابة تصريحاتهم، وتنديداتهم.
أدركتِ يا ابنة القدس مبكراً بأن فلسطين المحتلة تستمد الحياة من دم وعزيمة أبنائها ، وأن الحرية والكرامة لا يغذيهما تمرين وخنوع، فاعتنقت الصحافة لتقبضي على ناصية الإرادة بخطاب يملأ فراغا فتسد منافذه كل ادعاءات الاحتلال، خطاب يصل الى روح الشعب، فاثبت صوتك كماصورتك بأن الظل والحرور لا يتساويان.
في تباشير الساعات الأولى من صباح يوم شديد القتامة وصل النبأ ( فأيقظ مؤقتا) ضمير العالم النائم عن مجازر العدو منذ نكبة نعيش ذكراها، وما زال شعب فلسطين المرابط وحده من يدفع كلف أثمانها.
اذا بعد ؟
هذا العالم الذي يحمل معايير مزدوجة، والذي انتفض في لحظة غياب عن الوعي، وغَيَب قرائن فتحه الأبواب لإحتلال الأرض وطمس الهوية ،هل سيصنف الكيان الصهيوني دولة إرهاب؟ وهل ُسيقدم قادة صهيون للمحاكمة ؟ بعد أن شرعن جرائم استخدم فيها كل أدوات القتل والتعذيب والتنكيل.
نخالف الحقيقة اذا صدقنا أن الغرب ومؤسساته سيحمل قضايانا، وأن قضية فلسطين هي من أولوياته ، ونخدع أنفسنا إذا غيبنا الحقيقة: بأن الأمة العربية والإسلامية تعيش اليوم أرذل مراحل وجودها بعد أن شوهت بعض زعاماتها قدسية القضية ومشروعيتها .
شيرين
كل الحلول ستبقى جثثاَ هامدة أمام ضريحك الحي النابض عزة وشموخا وخلوداً، ما لم تتحد الشعوب النابضة بالكرامة على هدف التحريرمن العبودية والاحتلال، وستبقى العدالة معلقة ما دامت شرايين عربية وغربية تمده بأسباب الوجود، وتكرسه كدولة لها حق في أرض عربية اغُتصبت بمؤامرة ذات يوم .
شيرين التي أُودعت الأرض على صوت التكبيرات ( الشهيد حبيب الله)، وأجراس الكنائس وترانيمها، أودعت وهي على أكتاف شعبها، ومشيعيها وقلوب متابيعها أمانة مقدسة: فلسطين وعفة ترابها ، والقدس وجلال مقدساتها.
أخيراً ، أياً كانت النوايا فلا بد من العودة إلى جذر الحقيقة: بأن العدو سيبقى عدواً مهما شرعنَا مبررات وجوده ،وأن فلسطين ستبقى حية ومنتصرة ما دام فيها أمثال شهيدات البدايات : ثورة البراق ،وشهداء الإنتفاضة ،وغزة ، والكرامة ، والأقصى ، والأرض والحقيقة…..