
كمال زكارنة
تكشفت المخططات والمشاريع التوسعية الاسرائيلية في فلسطين المحتلة، وفي الاراضي العربية التي احتلتها اسرائيل سابقا ولاحقا،وغير المحتلة ،حيث عرض نتنياهو على ترمب خطة ضم اراضي عربية مجاورة لفلسطين لتوسعة مساحة الكيان ،على اعتبار ان مسألة ضم الضفة الغربية للكيان محسومة ومنتهية وغير قابلة للنقاش.
تصريحات نتنياهو الاخيرة الموجهة للادارة السورية الجديدة ،بمنع جيشها او اي جيش سوري من التحرك جنوب دمشق ،واعلانه المسؤولية عن حماية الدروز السوريين ،بعد ان نصب نفسه وصيا عليهم ،حتى يحميهم من دولتهم ومن شعبهم وبلدهم ،وهو العدو الاول للامة العربية قاطبة ،والاولى حمايتهم منه ومن جيشه المحتل والمعتدي على الاراضي السورية والعربية،تتطلب الرد السريع.
في محافظة جنين ،اجتاحت الدبابات الاسرائيلية الثقيلة المدينة والمخيم وعدة قرى وبلدات اخرى،لاول مرة منذ عام 2002 ،واعلن وزير الحرب الاسرائيلي ،ان جيشه المحتل ،لن ينسحب من مخيم جنين ،ولن يسمح بعودة سكان المخيم الذين اجبرهم جيش الاحتلال على مغادرته ،خلال عملية عسكرية واسعة ،تم خلالها تدمير المخيم بالكامل وبنيته التحتية ،وهذه اول عملية تطهير عرقي تجري علنا ،في شمالي الضفة الغربية ،يتم خلالها تحويل مخيم جنين الى معسكر احتلالي اسرائيلي ،وقاعدة عسكرية اسرائيلية دائمة ،ثم توسعت عملية التطهير العرقي لتصل الى طولكرم،وتطبق قوات الاحتلال هناك نفس الخطة والسيناريو في مخيمات المحافظة.
هذه العملية العسكرية الواسعة شمال الضفة الغربية المحتلة،التي تستهدف المخيمات الفلسطينية بشكل رئيسي ،تهدف الى اذابة مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين داخل المجتمع الفلسطيني ،لنزع صفة اللجوء عنهم ،وتصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الاونروا ،بحيث لا تعد هناك مناطق تعمل بها في فلسطين المحتلة ،ولا مجتمعات لاجئين تقدم لها خدماتها،ومن ثم تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين،التي تعتبر الذخيرة الحية للقضية الفلسطينية وعصبها وعمودها الفقري،وتحقيق الهدف النهائي وهو ضم الضفة الغربية للكيان ،واعتبارها يهودا والسامرة رسميا وقانونيا.
الحملة العسكرية الاسرائيلية المستعرة في الضفة الغربية،لن تقتصر على مخيمات اللجوء في جنين وطولكرم ،بل سوف تمتد الى نابلس وطوباس وسلفيت والخليل وبيت لحم ورام الله والبيرة وجميع محافظات الضفة دون استثناء للوصول الى الاهداف المذكورة.
اجبار المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية اكثر من (3,5) مليون نسمة ،على النزوح داخل الضفة ،والاستيلاء على مخيماتهم الان ، ومدنهم وقراهم لاحقا ،وتحويلها الى مناطق عسكرية واستيطانية ،يمهد الى ترانسفير جماعي اجباري للشعب الفلسطيني.
اسرائيل تقوم بكل هذا العدوان العسكري الاحتلالي الاحلالي الاققتلاعي ،في فلسطين وسوريا ولبنان وتهدد دولا عربية اخرى،وهي تلاقي دعما امريكيا ترامبيا كاملا دون تحفظ او اعتراض .
نتنياهو يمنع اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين المفروض تحريرهم ،بعد ان تسلم اسرى الاحتلال لدى المقاومة،ويسعى الى تمديد المرحلة الاولى من اتفاق صفقة التبادل ،حتى يتمكن من استعادة الاسرى الاحياء والجثث خلال المرحلة الاولى،وعدم الانتقال الى المرحلة الثانية ،وهذا يعني عدم الانسحاب الكامل من قطاع غزة ،وعدم وقف اطلاق النار بشكل دائم ومستدام ،ومنع دخول المعدات الثقيلة الى القطاع وبالتالي لا اعادة للاعمار ،واستمرار منع ادخال المساعدات الانسانية الاخرى ،اي الحصار مستمر ومتواصل .
توحش اسرائيلي مكشوف وواضح، بدعم غير محدود من ادارة ترمب،هدفه تنفيذ المشروع والحلم الاسرائيلي في المنطقة العربية ان استطاعوا.
المطلوب من المقاومة ،ان تكون حذرة جدا في قطاع غزة ،خلال الايام القادمة ،والانتباه جيدا الى امكانية غدر جيش الاحتلال ،والقيام بقصف جموع المقاتلين اثناء عمليات التبادل ،وان يكون تبادل الاسرى متزامن والتأكد من تحرير الاسرى الفلسطينيين قبل تسليم الاسرى الاسرائيليين ،لمنع تكرار ما فعله نتنياهو ،في العملية الاخيرة،وهي رسالة مهمة جدا يجب ان تفهمها المقاومة وان تتعامل مع الاحتلال بحذر شديد،خاصة اذا تم الاتفاق على التبادل دفعة واحدة،لان الغدر الاسرائيلي وارد جدا ،سواء بقصف المقاومين او بعدم الالتزام بتحرير الاسرى الفلسطينيين.