فيصل ملكاوي
انتخابات نظيفة.. فاز بها الوطن
كتب – فيصل ملكاوي
اذا كان السؤال عن اعادة المصداقية للانتخابات البرلمانية ؟ فقد جاءت الانتخابات البرلمانية للمجلس الثامن عشر التي جرت الثلاثاء الماضي ، لتمثل صورة مشرقة لاعلى معايير النزاهة والمصداقية ، ولم تكن هناك ملاحظات تذكر لاي مراقب محلي او دولي او لدى القوى السياسية التي شاركت في الانتخابات ، ومن احتج فقد ثبت انه انفعال لعدم ظهور النتائج كما يريد ، وحتى في هذا الشان فما ان كانت تمر ساعات حتى تهدأ المشاعر ويراجع كل مرشح حساباته ليجد ان ارادة الشعب هي الوحيدة التي كان لها القرار في إي نتيجة ظهرت.
صدقت الدولة الاردنية بكافة مفصالها الوعد ، ونفذت كل ما التزمت به بامانة ، وارتقت الى مستوى توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ، بالالتزام باجراء انتخابات تليق بسمعة الاردن وهو ما تم ، فقد كان موقف الحكومة ومؤسسات الدولة المختلفة مثالياً ، ووقفت كلها ، خلف جهة واحدة هي الهيئة المستقلة للانتخابات ، في تقديم اي اسناد يحقق هدف المصداقية والنزاهة واجراء انتخابات ناجحة يشارك بها الجميع وينتخب فيها الاردنيون بارادة حرة ليس لاحد التاثير عليها غير ضمائرهم وخياراتهم
التي يعتقدون انها الافضل.
كان من حق الكثيرين ان يتلقطوا انفاسهم ، وهم يتابعون مجريات يوم الاقتراع ، وكذلك عمليات الفرز للنتائج ، وفي اذهانهم ذكريات ليست سارة من الماضي ، لكن الصدقية والنزاهة العالية التي تمثلت من اللحظة الاولى من يوم الاقتراع بددت الشكوك ، الى ان ارسى اليوم الاردني الكبير بكافة مراحلة ، دعائم صلبة ، لعملية انتخابية اعيد اليها الاعتبار والمصداقية ، وافرزت مجلسا نيابيا يمثل كافة قوى المجتمع الاجتماعية والسياسية والمدنية ، وهوايضا يعكس مباديء التعددية والمشاركة في صنع القرار الوطني.
اجابت مجريات العملية الانتخابية عن كل الاسئلة التي كانت تدور في اذهان الناس والمراقبين ، اذ اثبتت الانتخابات ، ان خيار الاردن في عدم التزحزح عن
الاصلاح رغم ظروف الاقليم دائمة التأزم ، هي رؤية صائبة تماما وتؤتي ثمارها الايجابية بكافة الاتجاهات ، وخصوصا ترسيخ ثقة الاردن بانموذجه الاصلاحي الديمقراطي ، المكلل بارادة شعبية حرة تدعمها ارادة سياسية عليا بالمضى قدما في الاصلاح كنهج حياة لا يتوقف.
تجلت ثقة الاردن بذاته قيادة وشعبا ومؤسسات تجلت في يوم الاقتراع ، في يوم الاقتراع ، فقد كان جلالة الملك عبدالله الثاني ، واثناء سير العملية الانتخابية ، يقف امام قادة وزعماء العالم في التظاهرة الاممية السنوية للجميعة العامة للامم المتحدة ، ويخاطبهم مستندا الى ثقته المطلقة بابناء شعبه ، بان جلالته وهو يلقي خطابه ، يقوم الاردنيون بالاحتكام الى صناديق الاقتراع لتجذير تجربة الاصلاح والديقراطية رغم ازمات الاقليم وتحدياته المختلفة.
في كثير من الدول التي تلتهب حولنا وفي العديد من دول العالم ، لا زالت الزعامات تهرب من خيارات شعوبها ، بل ولا تستطيع الخروج اليهم او الخروج من بلدانهم ، بل واختارت لغة الاحتكام الى السلاح والعنف والدم والدمار ، فيما اختار الاردن خيارات الدولة والاصلاح والاستقرار ، وهي التي نجح الاردن بقيادته وشعبه ومؤسساته بكل اقتدار بالحفاظ عليها بل وتعزيزها وتقديم نموذج الى المنطقة والعالم يستحق الاحترام ويحظى بالمصداقية وصوابية الرؤية والموقف.