“اليمن في عين العاصفة الامريكية “
بقلم اللواء الركن المتقاعد محمد محمد سليمان بني ياسين
نفذت القوات الامريكية في الخامس عشر في من مارس 2025، ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية في شمال اليمن، في خطوة تعكس تحولًا واضحًا في استراتيجيتها تجاه الأزمة. هذا التصعيد جاء نتيجة عدة عوامل متداخلة، أبرزها :
المخاوف المتزايدة بشأن تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر، (،طبعا من وجهه نظر امريكيا ) ( ومع معرفتنا التامه بسبب قيام اليمن بهذا الاجراء ) ثم الرغبه في حماية المصالح الاقتصادية العالمية، إلى جانب سعي الإدارة الأمريكية إلى إظهار نهج أكثر صرامة تجاه التحديات الأمنية، خاصة في ظل الانتقادات السابقة لسياسات التهدئة. كما أن تصاعد نفوذ الحوثيين في اليمن، وتطور قدراتهم الصاروخية والبحرية، دفع واشنطن إلى التحرك لاحتواء هذا التهديد قبل أن يصبح أكثر تعقيدًا.
في المقابل، يواجه هذا التصعيد عقبات عدة، من بينها المخاطر المترتبة على توسيع رقعة المواجهة، وإمكانية استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة، فضلًا عن تعقيد المشهد السياسي المحلي والإقليمي.
الاستراتيجية المتوقعة .
تشمل التحركات الأمريكية المتوقعة في الفترة المقبلة تكثيف الضربات الجوية لاستهداف منصات الصواريخ والطائرات المسيّرة، بالإضافة إلى تشديد الرقابة البحرية والجوية لمنع تدفق الإمدادات العسكرية. مع فتح قنوات دبلوماسية بالتوازي مع العمليات العسكرية بهدف التوصل إلى تسوية تضمن تحقيق أهدافها دون الانزلاق إلى صراع طويل الأمد.
الإمكانيات العسكرية في اليمن
يمتلك الحوثيون واليمن قدرات عسكرية متقدمة، تشمل الصواريخ الباليستية والمجنحة التي استخدمت في استهداف مواقع استراتيجية بعيدة المدى، إضافة إلى الطائرات المسيّرة التي أثبتت فعاليتها في تنفيذ هجمات دقيقة. كما أن القدرات البحرية، المتمثلة في الألغام والزوارق المسيرة، تشكل تهديدًا مباشرًا للملاحة الدولية.
وعلى المستوى البري، فان اي قوه في اليمن ستستفيد من التضاريس الجغرافية المعقدة، مما يمنحها ميزة تكتيكية في مواجهة أي هجوم تقليدي. هذه العوامل تجعل المواجهة معقدة، وتفرض على الولايات المتحدة مراجعة استراتيجيتها لضمان تحقيق أهدافها بأقل الخسائر.
التوصيات السياسية والعسكرية .
للولايات المتحدة .
من الضروري أن تتجنب واشنطن التصعيد لأن أي مواجهة وخاصه طويله الأمد قد تتحول إلى استنزاف غير محسوب العواقب.
في الوقت نفسه فان التنسيق مع القوى الفاعلة في المنطقة سيكون عاملًا أساسيًا في تحقيق الاستقرار ومنع انتشار الفوضى.
للأطراف المحلية في اليمن .
محاوله الضغط دبلوماسيًا على المجتمع الدولي لحشد دعم سياسي واقتصادي يساهم في تعزيز الاستقرار. كما أن الاستفادة من التغيرات الدولية والإقليمية يمكن أن تمنح الأطراف اليمنية فرصة لتحقيق مكاسب استراتيجية على المستويين السياسي والعسكري.
الخلاصة
التحرك الأمريكي يعكس تغييرًا في الاستراتيجية تجاه اليمن، لكنه يواجه تحديات كبيرة بسبب القدرات العسكرية لليمن وتعقيد المشهد السياسي.
التصعيد العسكري سيؤدي حتما إلى تداعيات أوسع، مما يجعل الحل السياسي هو الحل الامثل لحل الازمه .
إذا استمرت المواجهة على هذا النحو، فإن المنطقة قد تكون على أعتاب حرب إقليمية أكبر، خاصة إذا تصاعد الصراع مع تزايد الردود العسكرية المضادة.
يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الولايات المتحدة تحقيق أهدافها عبر القوة وحدها، أم أن التوازن بين العمل العسكري والدبلوماسي سيكون أكثر فاعلية في إنهاء الأزمة