د. علي العنانزة
“النصيحة بـ جمل”
د. علي العنانزة
من يتابع بشغف الغيرة على أرض هذا الوطن كل تلك الأحداث في ظلِّ ما يتعرض له من ظروف ‘لا تزيده إلا منعةً وعزَّة ولا تزيد أبناءه إِلَّا لحمةً و ترابطاً بعيداً عن كل الاعتبارات الإقليمية والعشائرية والمذهبية وكل ما يساويها’، سيدركُ حجم التحديّات التي تحيط به من كلِّ جانب و كل تلك المزاودات تحت مسميات الأمن والأمان لتوجيه الشارع الأردني عن باقي ما تبقى من تحديات ستكون نتائجها بذات حجم الخطورة المترتبة على ما يقضُّ مضجع المواطن الأردني وما يهدِّد استقرار هذا الوطن فـ كان لا بدَّ له من التفكيرِ جديّاً في كل الأبعادٍ المترتبة على ما يدور في الوقت الراهن و لا بد له من أن يكون صاحب موقف تحسُّباً لكل ما هو قادم و حفاظاً على موروث أبناءه من حقوقهم الوطنية و المستقبل الذي بات طريقاً مجهول المصير .
إن الناظر ولو من على بعد سيدركُ حجم العبء الذي يحمله المواطن الأردني على أكتافه التي لم تعد حملاً لتحويل الحقوق الوطنية إلى عقود خانقة بشروطٍ جزائية مستحيلة سترهق جيلنا القادم و لم يعد قادراً أيضاً على تحمُّلِ النتائج المترتبة على تحويل أبسط الأساسيات إلى سلع غالية الثمن وصعبة التحصيل من التعليم إلى التوظيف إلى الصحة وكل ما يوازيها.
إن المتابع بعين الغيرة لا يرضيه كل تلك الآليات النمطية للتنصيب في المواقع العليا في الدولة التي باتت بكل وضوح كتب وراثية لا يمسُّها التغيير علماً بأن البعض لم يعش هموم الشارع الأردني ولا يدركها ولا يحتمل حتى عناء النظر فيها ولم يقدموا لا هم ولا آباؤهم ولا أجدادهم أقل ما يمكن لهذا الوطن العتيد بأبنائه منذ ازمنة أجدادنا الذين أكلوا ترابه حبّاً وتجرعوا سموم الهم في كلِّ ما مسه من ضُرّ .
ناهيك عن حجم الفجوات الخدماتية بين الحضر والأرياف وابتلاع نصيبها من أغلب الخدمات الحيوية والتي باتت تخلقُ أجواءً مشحونةً على توجهات الحكومة في تحسين البنية التحتية و التخطيط لمستقبلٍ آمن فيه من التحديات أقلُّ ما يمكن .
ضخامة حجم الإنفاق العام نحو ما لا يسمن ولا يغني من جوع و انحسار اغلب منسوبه في ترفيه المناصب العليا مما أتاح الفرصة لاستشراء الفساد في الهرم الحكومي خاصة و الدولة عامة من أسفل قاعدته حتى أعلى قمته و تعدِّي الكثير من الشخوص على أماكن صنع القرار الفعلي أو على الرموز الوطنية الثابتة و مصائر هذا الوطن.
نحن نكتبْ ما يؤلمنا وما يزعجنا وما لا يرضينا حتى يشهد الحرف بالحق يوم لا ظل إلا ظله و حتى تكون الكلمة سبيلاً لتوجيه الانتباه ان لم تكن طريقاً للتغيير
كأردني ‘ابن بلد’ يؤلمني ما أصبحت عليه الحال و تلك الفجوة العميقة بين كمية الفساد و حجم الإصلاح الفعلي و كأكاديمي مطَّلع و متابع نحاول إيصال الفكرة الناجعة بأمانة و مصداقية ، و نأمل و ندعو دائماً و أبداً بمستقبل مشرق يحفظ ماء وجهنا بما سنقدِّمْ لأجيالٍ قادمة ، و ندعو دعاء المتضرِّع بأن يحفظ الله الأردن في ظل القيادة الهاشمية الشمَّاء.