د.آمال جبور
وقد مكنت المسيرة الخضـراء سنة 1975، التي كان أعلن عنها العاهل المغربي المرحوم الملك الحسن الثاني آنذاك، بمشاركة 350 ألف مغربي، وممثلي عدد من الدول، وفي مقدمتها الأردن الذي شارك بوفد رفيع المستوى ضم 41 شخصية، برئاسة رئيس الوزراء الاسبق المرحوم أحمد طوقان، من استرجاع المغرب لأقاليمه الصحراوية في الجنوب من إسبانيا.
وأخذت قضية الصحراء المغربية منذ تولي جلالة الملك محمد السادس عام 1999 زخما جديدا بحراك دبلوماسيي مغربي نشط، حاصدا تأييدا دوليا واسعا لهذه القضية، فأضحت المبادرة المغربية للحكم الذاتي تلقى دعما قويا ومؤازرة واضحة من قبل أغلبية دول العالم من كل القارات، لما تحمله المبادرة من جدية ومصداقية كحل دائم لهذا النزاع الإقليمي المفتعل على الصحراء.
وقد توجت جهود الدبلوماسية المغربية في السنوات الاخيرة، افتتاح عدد مهم من القنصليات بالأقاليم الجنوبية المغربية تناهز 30 قنصلية عامة بمدينتي الداخلة والعيون بالصحراء المغربية، ومن بينها قنصلية عامة للمملكة الأردنية الهاشمية بمدينة العيون، تأكيدا للموقف الثابت والراسخ للمملكة، بقيادة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، بشأن قضية الصحراء المغربي.
وجاء خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس، يوم الجمعة 11 أكتوبر الماضي، أمام أعضاء البرلمان، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشـريعية الرابعة من الولاية التشـريعية الحادية عشـرة، ليبرز المكتسبات التي تحققت في قضية الصحراء المغربية على المستوى الإقليمي والدولي، وضرورة الاستمرار على النهج القائم على التعريف بوجاهة الموقف المغربي وحقوقه التاريخية المشـروعة في الصحراء.
استطاع المغرب في السنوات الاخيرة فرض دينامية جديدة على المستوى الدولي، تنبني على رؤية ملكية واضحة، وجهود تنموية مكثفة، جعلت من الصحراء محورا للتواصل بينه وبين الدول الإفريقية الأخرى وفي قلب الاستراتيجيات، من خلال عدد من المبادرات الاستراتيجية التي أطلقها العاهل المغربي في السنوات الأخيرة، وحظيت بتجاوب إفريقي كبير، ومن بينها مبادرة مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية، والمبادرة الملكية لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، بالإضافة إلى المشـروع الاستراتيجي لأنبوب الغاز المغرب نيجيريا.
هذه الدينامية التي يعمل عليه المغرب، قلصت بشكل واضح دائرة الاعترافات بجبهة البوليساريو، حيث يلاحظ المتابع لقضية الصحراء المغربية أن 164 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة لا تعترف بجبهة البوليساريو، في حين ارتفع عدد الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي المغربية إلى أكثر من 112 دولة حول العالم، تشمل دولا كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية، ودول وازنة في الاتحاد الأوربي كفرنسا وإسبانيا وألمانيا وهولاندا وغيرها والعديد من دول أوروبا والعالم العربي وإفريقيا وآسيا.
كان لافتا في الأيام الأخيرة نتائج الدبلوماسية المغربية بانضمام فرنسا لهذا الزخم الدولي الداعم لمغربية الصحراء، وتكمن أهميتها باعتبارها عضوا دائما بمجلس الأمن وفاعلا مؤثرا على الساحة الدولية، كما تملك معرفة عميقة، بجذور هذا النزاع وطبيعته وأسبابه.
**مرفق صور من الارشيف، بمشاركة وفد من صحيفة الرأي الاردنية قبل 40 عام، وبمشاركة اردنية رسمية ، برئاسة رئيس الوزراء الاردني السابق احمد طوقان ووفد وزاري اردني.