همام الفريحات
قضية فلسطين هي قضية الأمة المركزية، والأردن كان وما زال في مقدمة المدافعين عنها في المحافل الدولية وعلى أرض الواقع. لكن في كل محطة يُثبت فيها الأردن مواقفه الثابتة والمشرفة، يخرج علينا من يُعرفون بـ”راكبي الموجات”، أولئك الذين يحاولون المتاجرة بالقضية الفلسطينية لا لخدمة الشعب الفلسطيني، بل للطعن في المواقف الأردنية وتحقيق مكاسب سياسية أو إعلامية رخيصة.
يستخدم هؤلاء الخطاب العاطفي والشعارات الجوفاء لتصوير الأردن وكأنه متخاذل أو غير مبالٍ بالقضية، في حين أن التاريخ والحاضر يشهدان على الدعم الثابت الذي يقدمه الأردن، سواء من خلال الوصاية الهاشمية على المقدسات، أو عبر الدعم السياسي والإغاثي لأهلنا في فلسطين، وخصوصاً في غزة والقدس.منذ بدايات الصراع، كان الموقف الأردني (ثابت لا يتغير) ، مدافعاً عن حقوق الفلسطينيين في كافة المحافل، وموقف جلالة الملك عبد الله الثاني في كل المنصات الدولية هو صوت الحق الذي يُعبّر عن ضمير الأمة، ويركز على ضرورة إنهاء الاحتلال، ورفض التهجير، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.الذين يركبون موجة فلسطين للطعن في الأردن، لا يبحثون عن حرية فلسطين بقدر ما يبحثون عن منصة للظهور، أو أجندة خارجية لخدمة مصالح ضيقة. هؤلاء لا يقدّمون دعماً حقيقياً، بل يشككون في كل جهد، ويهاجمون كل موقف، ويصطفّون – عن قصد أو جهل – مع حملات التشويه التي تستهدف الدور الأردني المحوري في حماية المقدسات والحفاظ على هوية القدس.
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى تعزيز الوعي الوطني، والتفريق بين من يدافع عن فلسطين حقاً، ومن يستخدمها كأداة للطعن في الأردن. فالدفاع عن فلسطين لا يكون بتخوين من وقف معها، ولا بتشويه من دعمها، بل يكون بتوحيد الصف، واحترام المواقف الشريفة، والبناء عليها لا هدمها.
فسوف يبقى الوعي الوطني هو السلاح الأقوى في مواجهة هذه الظاهرة. فالمواطن الأردني، بوعيه وتاريخه، يدرك الفرق بين من ينتقد بحب وحرص، وبين من يهاجم بهدف الهدم والتخريب. لهذا، من الضروري أن لا نمنح “راكبي الموجات” فرصة لتوجيه الرأي العام، وأن نحاكم الطروحات بالعقل والمنطق، لا بالعاطفة والاندفاع.