عناد أبو وندي
يعد الصحفي غازي العمريين من الأسماء البارزة في المشهد الإعلامي الأردني، ولقبه المستحق “شيخ صحفي الجنوب” يعكس مكانته وأثره الكبير في مجال الإعلام، خاصة في جنوب الأردن. عمل العمريين لسنوات طويلة في صحيفة الرأي الأردنية.
غازي العمريين، الذي نشأ في الجنوب الأردني، تشكلت شخصيته الصحفية من رحم بيئة تعكس القيم الأصيلة والبساطة، حيث كانت هموم الناس وطموحاتهم وقضاياهم حاضرة دائمًا في اهتماماته. بدأ مسيرته الصحفية في وقت كانت فيه الصحافة تتطلب جهودًا استثنائية وسط تحديات مهنية وتقنية واجتماعية.
انضم إلى صحيفة الرأي، التي تعد من أعرق الصحف الأردنية، وهناك بدأ العمريين في صقل أسلوبه الصحفي المميز، الذي يمزج بين الحياد والمهنية مع حس إنساني عالٍ. عُرف بقدرته على نقل التفاصيل الدقيقة وصياغة القصص بأسلوب يجذب القارئ ويحفزه على التفكير.
كرّس العمريين جزءًا كبيرًا من مسيرته لتغطية قضايا الجنوب الأردني، حيث كان صوتًا لمن لا صوت لهم. تناول في مقالاته الكثير من الموضوعات مثل البنية التحتية في الجنوب: كتب عن معاناة السكان في المناطق النائية، مسلطًا الضوء على حاجاتهم الأساسية مثل الطرق، المياه، والخدمات الصحية.
كما تناول التعليم والبطالة حيث ركز على القضايا الاجتماعية والتنموية التي تمس الشباب، مشددًا على أهمية توفير فرص العمل وتحسين جودة التعليم.
ودافع عن أهمية دعم المشاريع الصغيرة وتشجيع الاستثمار في الجنوب لرفع مستوى المعيشة.
لم تكن مقالاته مجرد سرد للأحداث، بل كانت تحليلاً عميقًا يحمل في طياته دعوات واضحة للجهات المعنية لاتخاذ خطوات ملموسة لتحسين الأوضاع.
وتميز العمريين بأسلوب صحفي يجمع بين القوة والبساطة. كان يؤمن بأن الصحافة رسالة تهدف إلى الإصلاح وخدمة المجتمع، ولذلك حرص على الابتعاد عن الإثارة المفتعلة أو الانحياز لأي طرف. كانت كتاباته دائمًا مدعومة بالأدلة والبيانات، مما أكسبها مصداقية عالية.
بفضل التزامه وأخلاقياته المهنية، أصبح غازي العمريين مصدر إلهام لجيل جديد من الصحفيين الأردنيين، خاصة في الأردن بشكل عام والجنوب بشكل خاص. ترك إرثًا غنيًا من المقالات والتقارير التي لا تزال تُذكر كبصمة واضحة في تاريخ الصحافة الأردنية.
لم يكن العمريين مجرد ناقل للأخبار، بل كان شاهدًا على مراحل مهمة من تطور المجتمع الأردني، وصانعًا للتغيير من خلال قلمه الذي حمل هموم الناس وسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.
إن مسيرة غازي العمريين تلخص معنى الصحافة الحقيقية، حيث الجهد والإصرار لخدمة الوطن والمجتمع. لُقِّب بـ”شيخ صحفي الجنوب” لأنه كان مثالًا للصحفي الذي لا يكتفي برصد الأحداث، بل يعيشها ويشارك الناس آمالهم وتطلعاتهم. وستظل مساهماته خالدة في ذاكرة الإعلام الأردني، ومصدر فخر لكل من عرفه أو قرأ كتاباته.