ظاهر أحمد عمرو
السياسة في العالم العربي توجع القلب
بقلم : ظاهر أحمد عمرو
دخلت العمل السياسي مؤسسا لحزب الحياة الأردني وأمينا عاما له قبل ثماني سنوات ،وكان دخولي هذا العالم من باب العمل الاجتماعي والخيري والتطوعي، بهدف دعم المحيط الذي جئت منه حسب رؤيتي وهدفي.
واعتبر نفسي أنني دخلت العمل السياسي من خرم الابرة، بمعنى انني حديث عليه ولم أنطلق من أسرة احترفت هذا العمل، كما أنني لم أكن سياسيا أو حزبيا ، وكنت في البداية سعيدا بذلك لمقابلتي كل رجالات الدولة وعلى رأسهم جلالة الملك والوزراء والأعيان والنواب وغير هم، وأصبحت اشعر ان لي حضورا سياسيا في المجتمع وكان ذلك شيئا جميلا في البداية .
وعندما تمرسنا في العمل وتكونت لدينا رؤية خاصة ،شعرت بجمالية الكلام والتصريحات ،إلا أنني صدمت لأن الواقع كان مختلفا تماما، وتكون أن لدي شعور بأنني لا استطيع ممارسة أي عمل سياسيا على الأرض يسعدني ويريحني ، وأدركت أن الانسان في عالمنا العربي كلما صعد السلم في العمل السياسي وأصبحت رؤيته واضحة ،كلما قلت حيلته وتنفيذ رؤيته وتحقيق مبادئه.
والسبب الذي توصلت اليه هو أننا لا نستطيع إمتلاك رؤية استراتيجية واضحة، ننفذها على الأرض لأننا دول عربية مقزمة ومشتتة ،لا تجتمع على فكرة سياسية أو اقتصادية استراتيجية لمصلحة الأمة العربية ،واكتشفت أن ما نجحت فيه اسرائيل العدو الأول المتربص بأمتنا جميعها ،هو تفتيتنا وتجزئتنا وتقزيمنا وأصبح الإحساس لدينا أننا عاجزون عن تحقيق الوحدة العربية بحدها الأدنى ، ولذلك فإن القلب يبدأ بالتوجع عندما نعرف كل الأمور ونكتشفها على حقيقتها، ونحن في هذا الموقع السياسي ما نزال أقزاما ، فكيف من هم في الصف القيادي وفي دائرة صنع القرار ، بين ما يتمنونه لشعوبهم ولدولهم وبين الخطوط الحمراء الموضوعة لكل دولة ولا تستطيع أن تتعداها.
أنا مقتنع تماما أنه كلما زادت مسؤوليتك في عالمنا العربي كلما قلت حريتك وحركتك الحقيقية ، و فقدت حريتك رويدا رويدا ليصبح القرار ليس بيدك كمسؤول مطلقا ،وإنما تقرره دول عظمى ومن ورائهم إسرائيل لمصلحة بقائها ووجودها المرفوض من كل شعوب الأمة العربية بدون إستثناء.