
د. راكز الزعارير
بعد اربعة عقود من اعلان صراع المصالح بين اكبر مشروعين للتوسع على حساب العالم العربي هما : المشروع الصهيوني المتمثل بإقامة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات ، بعد ان قامت نواتها اليوم المتمثلة بدولة اسرائيل على ارض فلسطين التاريخية ، والمشروع الايراني باقامة امبراطورية تعيد المجد الفارسي في الشرق بغطاء الاسلام الشيعي ومبادئ ثورة الامام الخميني عام ١٩٧٩ .
تفجرت ازمة الصراع الى حرب طاحنة بين اسرائيل وايران حيث انطلقت شرارتها في السابع منّ أكتوبر عام ٢٠٢٣ بهجوم حركة حماس المدعومة عسكريًا ولوجستيا من ايران ، ثم دخول حزب الله اللبناني الهوية و الايراني بعقيدته السياسية، وكذلك تنظيم الحوثيين باليمن وبدعم مواز من النفوذ الايراني في العراق وسوريا الاسد .
ان هذا الصراع قائم على اوهام سياسية فاسدة تسعى من خلال توظيف الاديان سياسيا لتحقيق مصالح استعمارية على حساب مصالح الشعوب وخاصة الشعب الفلسطيني والعربي في الشرق العربي باكمله ، المتمثل بالهلال الخصيب والجزيرة العربية والخليج العربي ، والسيطرة على ثروتها الطبيعية الهائلة وجغرافيتها السياسية الاستراتيجية في قلب العالم .
العقيدة السياسية للمشروع الصهيوني تم بناؤها على العقيدة اليهودية في القرن التاسع عشر، وتم إستغلال المسألة اليهودية وإضطهاد اليهود في العالم ونجحت الحركة الصهيونية باقامة دولة اسرائيل على ارض فلسطين بدعم واجماع دولي غير مسبوق بعد الحرب العالمية الثانية .
أما المشروع الايراني وامجاد فارس فقد كانت ترسخت فى العقيدة الايرانية بتمسكها بالمذهب الشيعي الاسلامي، وتم توظيف المسألة الاسلامية الخلافية بين شيعي وسني ، و تمثلت ذروتها بمبادئ الثورة الأسلامية بزعامة الامام الخميني عام ١٩٧٩ ألذى اسس الجمهورية الايرانية الاسلامية، ووضع مبادئ طموحاتها بالانتشار والسيطرة على العالم الاسلامي السني، وتمكنت من بسط نفوذها وسيطرتها في غزة المنكوبة ولبنان المفكك والعراق الممزق طائفيا واليمن المدقع في الفقر والصراع الطائفي ، ثم التدخلات في البحرين والكويت والامارات وجنوب وشرق السعودية وخروقات الامن في الاردن، كل ذلك تحت شعار وخطاب ديني قائم على الاستدراج العاطفي للعامة من الشعوب بهدف السيطرة والنفوذ على هذه الاقطار العربية للوصول إلى الهدف الاستراتيجي الاعلى بتحقيق الحلم الإمبراطوري الفارسي الشيعي .
ما يجب ان يدركه صناع القرار في العالم اليوم ان هذه ألحرب بين ايران وإسرائيل هي حرب قائمة على اوهام قدسية المعتقد الشيعي والمعتقد اليهودي .
كليهما يتحاربان اليوم على فلسطين والقدس ، ويدعى كل طرف بحقه التاريخي فيها ، ويتناسون أهل فلسطين صاحب الارض الاصلي ، ويتناسون ان القدس ورعاية المقدسات فيها هي حق للعرب منذ العهدة العمرية ولازال يرعاها ويدافع عنها ويصونها ملك الاردن الهاشمي الذي رسّخ مبدأ ان السيادة على المقدسات لله والملك هو الامين عليها .
لعل وعسى ان تكون هذه الحرب حرب توقض الضمير العالمي والعقلاء في العالم، و ان تنبذ الاوهام من عقول الزعماء المهوسين بجنون العظمة وقدسية الاشخاص للعودة الى الواقعية والمصالح والسلام للجميع ، وحفظ واعادة حقوق المظلومين والمضطهدين من شعوب هذه المنطقة من العالم ، وعلى راس أولياتهم شعب فلسطين صاحب الحق والارض المتصارع عليها اليوم بين اسرائيل اليهودية وايران الشيعية الفارسية.