
د. راكز الزعارير
قوة خطاب جلالة الملك عبدالله في البرلمان الأوروبي نتاج قوة الحق الذي يقاتل من اجله جلالته على مختلف الجبهات السياسية في العالم ،ايمانه العميق سلالة ابا عن جد ، وخلقه من القيم الانسانية التي يؤمن بها، والمبادىء الدينية الشريفة التي يبدوا ان عالم اليوم اخذ بالابتعاد عنها، قوة الحق التي خاطب بها الضمير الإنساني على مستوى العالم كله باسم كل المبادئ التي رسختها الاديان السماوية والتى اكد عليها الاسلام والمسيحية واليهودية والتي يبدو ان المجتمعات المعاصرة قد ابتعدت عن عدالتها ودعواتها الى المحبة والتسامح والتعايش كما هو الحال المثالي في المملكة الاردنية الهاشمية، التي هي موطن الديانات في المغطس والأقصى والعهدة العمرية…
حديث جلالة الملك كان باسم كل المؤمنين في العالم من والمؤمنون بالقيم و الكرامة الانسانية، ويجزم اي مراقب و من استمع وتابع خطاب الملك انه لا يختلف اثنيين في العالم على ذلك شموليته الانسانية .
و تميز الخطاب بانه لم يكن متحيزا الا للحق والعدالة وتطبيقها والمساواة بالحقوق لمختلف بني البشر وعدم التميز في الحصول على الحقوق الاساسية لاي انسان، ووضع حال اهل فلسطين وغزه المؤلم امام المجتمع الاوروبي والعالمي وما وصلوا اليه في حالة يندى لها جبين العالم المتحضر.
وذكر الملك القاده البرلمانيين الاوروبيين وهم يمثلون مختلف اطياف انواع الطيف السياسي من افصى اليمين الى اقصى اليسار، ليس فقط في اوروبا بل في العالم اجمع ، ان ما تشهده المنطقة والحرب الاسرائيليه الايرانية هي نتاج تداعيات عدم التوصل لحل عادل لقضية الشعب الفلسطيني المحتدمة منذ ما يقارب قرنا من الزمن.
لقد كان للخطاب قوة في البيان وتشخيصا حقيقيا لواقع الحال وخطورته في المنطقة وتبيانا لمآلات وتداعيات خطيرة على منطقة الشرق الاوسط والاقليم والعالم ، وكان هناك قناعات بائنه على وجوه الحضور وتفاعلهم وانفعالهم مع كل كلمة نطق بها الملك لإبل أيمانهم بكل مضامين الخطاب.
لقد تولدت قناعات واضحة لدى ممثلي اوروبا ان الملك هو افضل من بستمع لحكمة رأيه وخير شريك موثوق لاوروبا لتحقيق الأمن والاستقرار و السلام في المنطقة وخير مؤتمن على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس .
سيكون الخطاب حافزا قويا لاوروبا للعمل بشراكات قوية مع الملك والأردن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا وكذلك مع الدول الصديقة والشقيقة وعلى راسها بطبيعة الحال الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ومصر العربية والسعودية ودولة الإمارات الشقيقة ودول الخليج المستهدفة باطماع اقليمية فيها وثرواتها وجغرافيتها الاستراتيجية ، وان ذلك سيخلق افق سياسي جديد ويعزز فرصة وتحقيق السلام العادل على مبدأ حق الدولتين.
لا مبالغة اذا كانت الاحاديث تؤكد على ان الملك عبدالله خاطب العالم كله باسم كل العرب والمسلمين والمؤمنين والمسيحيين وشرفاء اليهود في العالم ، ووضعهم امام ضمائرهم لتصحيح البوصلة الى جادة الصواب وكرامة الانسان والتحول من الكراهية والتطرف الى المحبة والتعاون والسلام .