ايمن الشبول
الحمد لله …
الحمـــد للـــه … مشكلة الناس أنهم ينظرون دائما” إلى النعم التي يمتلكها غيرهم : ولا يستشعرون النعم التي بين أيديهم … ويكفيك فقط ؛ أن تغلق عينيك لدقائق معدوة ، ولتحاول خلالها تصريف شئون حياتك ، لكي تكتشف نعمة البصر العظيمة … يكفيك فقط ؛ أن تشاهد التلفاز دون صوت ولفترة محدودة ، تحاول خلالها إستيعاب وفهم ما يقولونه في التلفاز ، لكي تكشتف أهمية نعمة السمع العظيمة … …. كيف سيكون حالك ان تعطلت حاسة الشم أو الذوق عندك ؟ كيف سيكون حالك لو تعطل عندك المعدة أو الكلية أو الكبد … ؟ ما هو وضعك لو أكلت وأمسكت … ؟؟؟ وهل رأيت الأمم المحاصرة والجائعة حولك … ؟ هل رأيت المشردين والمهجرين من حولك … ؟ هل رأيت المهرولين بين ركام منازلهم المهدمة …؟ هل شاهدت الهاربين من أهوال المجازر والحروب والقصف … ؟! … هل …. ؟؟ في هذا العالم الكبير ، مليارات من البشر يقبعون في الظلمات ، بعد أن ضلوا الطريق فأشركوا وكفروا بربهم … ! في هذا العالم المترامي ؛ مليارات من الناس يعبدون غير الله ويسجدون للقمر وللشجر والبقر والحجر …. !!! ولكن مسلم منذ الولادة ، و الله تعالى سهل عليك الطريق وجنبك عناء الإستقصاء ومشقة البحث … واصطفاك من بين خلقه ، ووهبك نعمة الإسلام العظيمة ، وهداك لصراطه المستقيم ولشرعه القويم … فأنت تعبده اليوم كما أمرك لتنال رضاه عليك ولتكون الجنة موعدك … فقل : الحمــــد للــــه . ماذا لو ولدت على غير دين الإسلام … ؟ … هل كنت ممن سيفارقون معتقدات آبائهم وأجدادهم وميراث أقوامهم بكل سهولة ؟ … هل كنت ممن سيقتفون النور الإلهي والهدي النبوي من حولهم … ؟ هل كنت ممن سيبحثون عن الحق المبين وسيدركون الحقيقة الكونية … ؟؟ … أم كنت ممن سيكررون عبارة الأولين الهالكين : ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُون ) . ثق تماما ؛ يا أخي … أن كثيرا” من النعم التي هي بين يديك الآن .. يتمناها ملايين من البشر ويبحث عنها كثيرون غيرك … ويكفي ؛ يا أخي ؛ أن لديك لسانا” ذاكرا” وقلبا” شاكرا” … وجسدا” على اليلاء صابرا” … فاشكر ربك بلسانك ؛ أشكر ربك بعقلك ؛ وأشكره بقلبك … فرب العالمين هو أرحم بك من نفسك … فقل دائما : الحمــــــد للــه …