بلال أبو الهدى
إنجاز _لقد اطلعنا على بعض من الأدب العالمي من خلال قراءاتنا لبعض الروايات والقصص العالمية من مختلف الشعوب العالمية. ووجدنا أن الإنسان هو الإنسان ولا فرق في عواطفه وأحاسيسه ومشاعره وأوجاعه وآلامه عن الآخر بغض النظر عن العرق والجنس واللون والرسالة السماوية والدين او المعتقد او البقعة الجغرافية التي ينتمي لها على الأرض. لأن الله خلقنا جميعا من نفس واحده وهي نفس آدم عليه السلام وزوجه التي خلقها أيضا من نفسه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1)). ويتجلى ذلك في نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ قابيل القاتل وهابيل المقتول في الآيات التالية (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ، فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ، فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (المائدة: 27-32)). ومنذ بداية الكون كان أول وجود لبني اسرائيل على الأرض (لأن أول رسالة سماوية نزلت من السماء على بني آدم كانت عليهم) وكتب الله عليهم : مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ. فيا سبحان الله ما زال بني إسرائيل حتى يومنا هذا مسرفون في القتل في غزة والضفة الغربية (فلسطين). ويا سبحان الله بدأ الله بني آدم بهم وسيبقيهم حتى نهاية هذه الدنيا وحتى يقول الشجر والحجر: تعال يا مسلم هذا يهودي خلفي فاقتله. وهذا أمر الله، لا اعتراض عليه (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون (الأنبياء: 23)). ألا يتعلم الإنسان مما يمر به من احداث أليمه وموجعه في حياته ألم يمر اليهود في أوروبا بقتل وعزل عن المجتمعات وبمحارق نارية … الخ؟!. أليس عندهم أحاسيس وعواطف ومشاعر نحو ما يحدث لأهل غزه في حربهم معهم من قتل وعزل وتجويع وحصار … الخ منذ سنين طويله؟!. ألم يقل الله في التوراة كما قال في القرآن (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (المائدة: 45)).