هاني شويات
الإنتخابات والأحزاب
بقلم :هاني الشويات
حكمة العقل والمنطق والكفاح وحب الوطن والأسس المبنية على المنطق والمساواة بين المواطنين ، وزرع الأفكار البنّاءة بين مقومات الشعب وتوفير فرص النجاح ودعمه و تمكين إرادة الشعب والتصميم وبناء الاقتصاد أولا ومؤسسات الدولة المدنية الحديثة ثانياً والأحزاب ثالثاً .
من هنا يبدأ التأسيس ، ومن هنا تبدأ التضحية ، فالأردن بلد غني بشعبه وبموارده بجميع أنواعه ولديه المقدرة على بناء ذاته بناءً على موجوداته … فحب الوطن والانتماء إليه من داخل الإنسان وبتفاعليه الإيجابية وليس مراءاة ..
فأول خطوة تبدأ وتتفاعل من داخل الإنسان ثم الأفراد فالمجتمع لتصبح في حدود الدولة ، هذا كما فعلت بعض الدول كاليابان وألمانيا وماليزيا ودول أخرى متقدمة ، قاموا بدعوة أكبر اجتماع حضره اكبر عدد من علماء الاجتماع و التربية و النفس و البيداغوجيا والاقتصاد وعدد من الخبراء المعنيين في التطوير والحزبيين المنتمين لوطنهم وحبهم له ، ثم وضعوا الأهداف العامة ثم أعدوا خطة حددوا فيها النظام التربوي الأخلاقي أولاً ثم حددوا فلسفته التربوية ثم وضعوا المناهج والافكار والمهارات والقدرات ، التي سيكتسبها الطفل ، والتي بعد جيل ستعطي الأفراد الأفكار والإبداع وستخرِّج علماء بمواصفات عالمية ستمكنهم في السنوات اللاحقة مباشرة تسلم زمام المسؤولية الأدبية والأخلاقية والسلوكية في التنمية الإقتصادية وفي تطوير الصناعات كلٌ حسب إختصاصه .
وبالتالي سيتم إعادة بناء الأردن إقتصادياً وتنموياً والوصول الى قمة الهرم من الرقيّ في الدولة المنتجة صناعياً ، بدلاً من إتكال بعض الأفراد المجتمعي على الدولة ذاتها ، اي انهم سيستغلوا وسيستثمروا قدراتهم كاملة لمدة جيل في تنمية الانسان ، فبهذه الطريقة تُصنَعُ الحضارة .
ونحن في دولنا كشعب وكأفراد مجتمعية ، آخر إهتمام نفكر فيه هو النظام التربوي الأخلاقي السلوكي في حياتنا رغم أن الإسلام تحدث عن النظام التربوي بشكل مسهب وعميق ونادى بأعلى الأصوات للتحلي بأسمى صفات الأخلاق .
فلم أرى حزبا يركز في حملته الإنتخابية على النظام التربوي والأخلاقي أو يصرخ لينادي شعارنا هو إصلاح الإقتصاد الوطني أو إصلاح الأزمة الأخلاقية الأُسرية أو التوجه لتثقيف الشباب في التعبئة الوطنية أو التطوير التنموي الأمثل والأخلاق السامية ، وفي الكثير من برامج الأحزاب لا تجد حيزا للتربية الأُسرية عندهم ، بل يفغروا الأفواه للشعارات السياسية النظرية الوهمية ، أين اليافطات والجمل والشعارات التي تنادي لمكافحة أزمة الأخلاق الفاسدة وخطورتها على الأبناء والمجتمع ، رغم حاجتنا الى إعادة هيكلة الأفكار المتنوعة الجادة الهادفة الى الإصلاح الأخلاقي بشتى وسائله .
أود التأكيد إلى أهمية تعزيز البعد الأخلاقي لمنظومتنا التربوية في أفق تحصين ناشئتنا من كل الاختراقات الدخيلة والانحرافات الذاتية وتوجيههم نحو التجسيد الفعلي للقيم سلوكا وممارسة سواء أداخل المدرسة أو خارجها . ورغم الصعوبات المهنية الحزبية وتحديات المنظومة إلا أننا نبرز المسؤوليات الأخلاقية التي تستدعيها ، ونتمنى – صادقين- أن نكون قد أبرزنا إلى أي حد يمكن للأحزاب أن تكون منارا للمعرفة والأخلاق ، ومن ثم التركيز بأن تكون أهداف بعض الأحزاب نبيلة وجديرة بالاحترام بالنسبة لمن يمارسونها.
ووفق منظور الشراكة تلك فانني أرى ان تكامل وتناغم الاهداف والنتائج رغم اختلاف السياسات والبرامج ومنهجية واسلوب التفكير بين كل قوى المجتمع هي الطريق الامثل والآمن لرؤية تنمية الاردن تنمية شاملة وحماية الانجازات المتحققة والسعي لتحقيق الطموحات التي يصبو اليها كل مواطن اردني شريف حرّ في المدن وفي بلداتها وفي القرى والمخيمات والبوادي والارياف ، وانني إذ اتطلع بكل اهتمام الى مفاصل ومحاور النقاشات والحوارات ووجهات النظر التي تتم من خلال اللقاءات ، فإنني أقول وفي ضوء هذه المحطات التقييمية يتضح ضعف اداء النواب الحزبيين ، حيث تبين انهم لا يعتمدون على خطة حزبية تراعي هموم ومصالح الناس الوطنية ، بل تركتهم احزابهم لتسجيل المواقف دون ان يحملوا معهم خطط عمل واقعية ، بل راحوا مثل غيرهم يمارسون الواسطة والبحث عن المنافع الخاصة .
واخيرا فان ماذكرناه يؤكد وأنا أؤكد على حاجتنا لاحزاب وطنية صادقة قوية أمينة تحمل برامج واقعية قابلة للتطبيق أساسها مبني على الأخلاق الراقية والسلوكيات المنبثقة عن الدين ، بحيث يكون هذا البرنامج نابعا من حاجات الناس الحقيقية والواقعية وهمومهم الوطنية وقدرة البلاد وتعظيمها والمحافظة عليها .