بلال أبو الهدى
لقد كتب كتاب ومؤرخوا ا ل ي ه و د الكثير الكثير عما عانى منه ا ل ي ه و د من إضطهاد ومن ظلم على مر السنين منذ زمن فرعون مصر وقد شهد لهم بذلك خاتم الكتب السماوية القرآن الكريم (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ، وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (البقرة: 49 و 50), إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (القصص: 4)). وللأسف الشديد لم يأخذ أبناء عمنا إسحق بن إبراهيم عليهما السلام عبر مما حدث معهم. بل نقضوا عهودهم مع رسول العالمين محمد بن عبد الله ﷺ وحاولوا قتله عن طريق السم وعن طريق إسقاط صخرة عليه من فوق سطح منزل أحد أحبارهم، فأخبره جبريل عليه السلام بذلك، فقال الله فيهم (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (الحشر: 2)). وبعد ذلك انتشروا في جميع بقاع الأرض (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (الإسراء: 104))، وها هم يجتمعون في أرض فلسطين من كل حدب وصوب ويأبون على أنفسهم إلا يعودوا إلى ما جبلوا عليه للأسف الشديد من الإسراف في القتل في قطاع غ ز ة كما قال الله فيهم في القرآن (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (المائدة: 32)). فنتساءل: ألم يأن لأبناء عمنا ا ل ي ه و د أن يرجعوا عن اضطهادهم وظلمهم وإسرافهم في قتل الفلسطينيين؟ ويعلموا أن ما لحق بعناصر جيشهم المختلفة من قتلى وجرحى وإعاقات دائمة وأمراض نفسية بالألوف ومن خسائر مادية وإقتصادية بالمليارات منذ السابع من اكتوبر 2023 حتى تاريخ كتابة هذه المقالة و نشرها هو من أيدي قادتهم وسياسييهم (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم: 41))؟!. وكفى خسائر بشرية ومادية في الأطراف المتحاربة.