د. عزام عنانزة
الإصلاح والتحديث في جامعة اليرموك .. واقع وتطلعات
د. عزام عنانزة
تشهد جامعة اليرموك منذ ما يقارب العامين عملية تطوير وتحديث على كافة المستويات، وفي إطار هذه النهضة التي تشهدها الجامعة تُعقد الندوات واللقاءات وتُقام المحاضرات وورش العمل وغيرها من الأنشطة الثقافية والفكرية للحديث عن الإصلاحات والتعديلات التي تقوم بها إدارة الجامعة من اجل النهوض بالجامعة وتطويرها باعتبار ذلك ضرورة ومصلحة لمواكبة التطورات واحتياجات سوق العمل والمنافسة والريادة سواء على المستوى الوطني او الخارجي ومن المؤسف ان الكثير من هذه الانجازات لا تجد التغطية الإعلامية التي تستحق وذلك لأسباب لا نريد الخوض فيها في هذه العجالة .
ان عملية الإصلاح والتحديث التي تشهدها الجامعة جاءت من الإدارة العليا أي من قبل رئاسة الجامعة ممثلة بالرئيس ونوابه وخصوصا النائب الأكاديمي الذي يبذل جهودا استثنائية في هذا المجال ولديه حماس كبير وإيمان بلا بحدود بالمشروع الإصلاحي للجامعة.
إلا ان هذه الجهود لا تزال تصطدم ببعض العقبات، وخصوصا ان كافة الخطوات الإصلاحية التي تمت على أكثر من صعيد لا تزال محل نقاش وجدل وتنقسم حولها الآراء والاجتهادات.
فهناك فريق يعتقد ان هذه الإصلاحات ضرورية من اجل تطوير الجامعة والنهوض بها وبالتالي لابد من إعادة النظر بالكثير من الملفات في الجامعة سواء المتعلقة بالطلبة من خطط دراسية واسلوب التقويم وانشطة لامنهجية او تلك المتعلقة بأعضاء هيئه التدريس مثل اسس التعيين والترقية والتثبيت وآليات التدريس وغيرها، ويرى هذا الفريق ان دفع عجلة التحديث والاصلاح في الجامعة هي ضرورة ومصلحه للجامعة والطلبة والعاملين، وتلبي تطلعاتهم بالتقدم والتطور، ويمثل هذا الفريق الكثير من اعضاء هيئه التدريس ولا سيما الشباب المتحمسين للتغيير والتجديد والتطوير.
بينما يرى فريق أخر ان ما تشهده الجامعة من تطوير هو من باب لزوم ما لا يلزم، وانه تطوير في الشكل وليس في المضمون وان مخرجاته لم تحقق النتائج المرجوة، لا بل يذهب البعض إلى حد القول أن هذه الإصلاحات لم تكن لخدمة الجميع وإنما لخدمة فئة معينة في الجامعة، وبالمجمل فإن أنصار هذا الفريق هم من أعضاء هيئة التدريس من كبار السن وغالبيتهم برتبة أستاذ وتوقفوا عن الإنتاج العلمي منذ سنوات، وكثير منهم يفتقد الكثير من المهارات اللازمة في مجال التعليم الالكتروني واستخدام الحاسب، فالتحديث والتطوير وتعلم مهارات جديدة ليست من أولويات هذا الفريق.
وبين هذين الفريقين تقف رئاسة الجامعة بمنتصف الطريق حيث تحفز دعاة الاصلاح والتحديث، وبنفس الوقت تتجنب ممارسه اي ضغوط على المحافظين والمناوئين للإصلاح، دون التراجع عن الخطوات الاصلاحية التي اقرت وطبقت في الجامعة على أكثر من صعيد.
وفي ظل هذا الواقع فان الاصلاح او التحديث المطلوب هو الاصلاح المتدرج الذي يكون على مراحل، بخطوات محدودة ومتوازنة ومدروسة بأسلوب انتقالي ومرحلي، والتي تحقق الاصلاح المنشود دون ان تسبب اية انقسامات او استقطابات داخل المجتمع الجامعي، وذلك من اجل تحقيق مصالح وتطلعات الجامعة والقائمين عليها وذلك بمشاركة الجميع دون اقصاء او تمييز لأي كان.
وختاما فإننا نقول ان جامعة اليرموك هي أمانة برقبة الجميع والحفاظ عليها والنهوض بها هي مسؤولية الجميع باعتبارها مؤسسة وطنية تقدم خدماتها للمواطن والدولة على حد سواء وتعمق قيم المواطنة والانتماء والحوار والرأي والرأي الأخر المختلف بعيد عن الانغلاق والتعصب والتطرف في الرأي او القرار باعتبارها منبر حر للفكر والتجديد والابتكار والإبداع.