أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
تعريف أسير حرب أو سجين حرب: هو شخص (ذكرا كان أم انثى)، سواء كان مقاتلاً أو غير مقاتلا، تم احتجازه من قبل قوى معادية له خلال أو بعد النزاع المسلح مباشرة. يُحتجز أسرى الحرب لمجموعة من الأسباب المشروعة وغير المشروعة كذلك، مثل عزلهم عن رفاقهم المقاتلين الذين لا يزالون في الميدان، أو التدليل على انتصار عسكري، فيجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات ويحظر أن تقترف الدولة الحاجزة لهم أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبِّب موت أسير في عهدتها، ويعتبر انتهاكًا جسيمًا لاتفاقيّة جنيف 3 المادة 13، ولأسرى الحرب حقّ في احترام شخوصهم وشرفهم في جميع الأحوال، ويجب أن تعامل النساء الأسيرات بكل الاعتبار الواجب لجنسهن. فإن الإسلام يعتبر الأسرى من الفئات الضعيفة التي تستحق الشفقة والإحسان والرعاية، مثل المساكين والأيتام، ويوجب الإسلام معاملتهم معاملة إنسانية، تحفظ كرامتهم، وترعى حقوقهم، وتصون إنسانيتهم. وحبس الأسير من قبل الدولة الحاجزة سياسة لاستبانة الأصلح، فلصاحب الأمر، حبس الأسرى حتى يرى فيهم وجه المصلحة، فإما أن يقبل فيهم الفداء بالمال، أو يبادلهم بأسرى مسلمين، أو يُطلقهم منّاً بلا مقابل أو يوزعهم على المسلمين رقيقاً وسبياً، ونهى عن قتل النساء والأولاد لنهي النبي ﷺ عن ذلك. فتساءل كيف كان تعامل أسرى الفلسطينيين في سجون دولةُ ا ل ك ي ا ن ا ل ص ه ي و ن ي؟!. لقد تم تبادل للأسرى برعاية مصرية قطرية عن طريق الهلال والصليب الأحمرين الدوليين. وشاهدنا وسمعنا بالصوت والصورة عدد من الفيديوهات المترجمة لبعض الأسرى ذكورا واناثا من الطرفين.
وكانت تلك التصريحات والفيديوهات للأسرى ومظاهرهم الخارجية وأوضاعهم الصحية هي اكبر أدلة على الفرق الكبير جدا جدا بين تعامل حركة ح م ا س مع أسراها من اليهود وبين تعامل دولة ا ل ك ي ا ن ا ل ص ه ي و ن ي مع أسراها من الفلسطينيين. لقد التزمت قوات ح م ا س تماما بكافة بنود ونصوص إتفاقيّة جنيف 3 المادة 13 بحذافيرها، وعلاوة على انهم التزموا بتعليمات الدين الإسلامي ورسول العالمين محمد ﷺ، كما صرح جميع الأسرى اليهود دون استثناء، وعدم التزام دولة ا ل ك ي ا ن ا ل ص ه ي و ن ي بأدنى حقوق أسراها من الفلسطينيين من الإتفاقية المذكورة أو من الحقوق الإنسانية. لقد آثرت قوات ح م ا س على انفسهم الخصاصة وعدم الراحة وتعريض انفسهم للقتل مقابل تقديم أفضل وسائل الراحة والأمن والأمان والراحة والطعام والماء (الذي منع عن اهل غزة منذ السابع من اكتوبر حتى بداية المفاوضات لتبادل الأسرى) والعناية الصحية وتقديم كل ما يحتاجون أسراهم من علاجات وإشراف طبي وغيره وحتى لكلاب بعض أطفالهم. لقد هزت تلك الفيديوات ضمائر الأسرى اليهود وأهاليهم (وقد قبل بعض الأسرى رؤوس بعض قوات حماس المرافقين لهم واخذوا معهم الصور التذكارية، ما هذا؟! مستحيل ان يصدقه عقل؟! الله اكبر والعزة لله على عظمة الاسلام) والمسيحيين وغيرهم في العالم ذكورا وإناثا في العالم اجمع. وقد زادتهم تلك الفيديوهات وعيا ورغبة شديدة وليس كرها في قراءة القرآن على حقيقته ولأول مره في تاريخ الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي وفهمه والدخول في الإسلام أفواجا. بكل امانة وصدق انه صدق الله في قوله تعالى (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 216))، ورب ضارة نافعة للإسلم والمسلمين والعالم أجمع.