
النائب اية الله فريحات
هذا الشحن والفرز في المجتمع اظهرنا وكأن الموقف الأردني فيه شرخ وهوة بين الأردن الرسمي بقيادة جلالة الملك -حفظه الله- والشعب منقسم حول ذلك، في حين اعتقد جازماً ان القضية الفلسطينية تعيش في وجدان كل واحد منا وان اختلفنا في وسائل التعبير عن ذلك، وان الشعب الأردني بجميع اطيافه يقف خلف جلالة الملك الذي لم يتقدم على طرحه اي طرح باكثر مما طرح سواء داخل الأردن او على مستوى الانظمة العربية مجتمعة، وحديث ومواقف جلالة الملك وجلالة الملكه وسمو ولي العهد في التعبير عن الموقف الأردني واضحة وشاهدة وحتى حكومتنا والتي نختلف معها في كثير من الملفات، كما ان وزير الخارجية قد كان جندياً مقاتلاً ، بل أكاد اجزم انه لو كان للمقاومة والشعب الفلسطيني متحدث باسمها لما قدم اكثر مما قدم .
أما هذا الشحن والفرز وتعظيم المسائل باكثر مما تستحق وفي هذا الوقت الدقيق، من وجهة نظري فيه خطوره على مجتمعنا وعلى تأثير موقفنا الداعم لقضيتنا الوطنية الاولى وهي القضية الفلسطينية، إذ ان الدولة والتي كانت على مدى تاريخها تتسامح بحق من يخطئ سواء كان بقصد او بدون، إلا ان حالة الفرز والتي وجد فيها البعض الفرصة لتكون منبرا لبيع الولاءات الكلامية التي يشهد تاريخهم انهم ما قدموا يوماً للاردن سوى الكلام والذين استغلو هذا الحدث لبيع الكلام كما هم دوماً فهم لا يملكون إلا بضاعته طمعاً في تزلف إما يبقيهم على كراسيهم او يقرّبهم من الكراسي، وانني اجزم بانهم لو تعرض الوطن للخطر وجاء وقت التضحية سيكونوا في مقدمة الفارين .
يجب ان يتوقف هذا الفرز المقيت، وأجهزتنا الامنية هي سياج الوطن قادرة ان تتعاطى مع كل المواقف وتاريخها شاهد لا ينقصه هتاف اخطأ صاحبه بقصد او بدون ولا يرفعه تزلف بكلام هو اخطر ما يكون على جبهتنا ووحدتنا الداخلية.
آن الأوان ان يتوقف كل ذلك رحمة بدماء الشهداء والثكالى في ارض فلسطين ورحمة بالوطن .
لا خير فينا ان لم نقلها ولا خير فيهم ان لم يسمعوها .
عاش الأردن وطناً حراً منيعاً بقيادة جلالة الملك حفظه الله وعاشت فلسطين حرة ابية عربية.