انجاز-علي فريحات/تصوير : راشد علي فريجات
مندوبا عن وزير الاتصال الحكومي الدكتور محمد المومني رعى امين عام الوزارة الدكتور زيد النوايسة فعاليات اطلاق المؤتمر الدولي في الاتصال والإعلام الذي نظمته كلية الإعلام في جامعة الزرقاء اليوم الأربعاء، بعنوان: “دور وسائل الإعلام في بناء المجتمعات المعرفية في عصر المعلومات الرقمية”.
وتاليا نص الكلمة التي القاها النوايسة :
إنه لمن دواعي السرور أن نلتقي اليوم في رحاب جامعة الزرقاء، هذا الصرح العلمي المميز من صروح جامعاتنا الأردنية الرائدة، ومما ألزمني وأشعرني بالمسؤولية وضرورة مشاركتكم اليوم هو العنوان الهام لهذا المؤتمر الدولي ألا وهو: «الاتصال الرقمي»، في زمن أصبح فيه التحول الرقمي محوراً للتنمية، وأداة لإدارة الأزمات ووسيلة لصناعة المعرفة والمعلومات.
لقد أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله دائماً، أن الأردن ماضٍ بثبات نحو الاقتصاد المعرفي، وأن بناء قدراتنا الرقمية هو استثمار في مستقبل شبابنا وأمننا الوطني.
فكما نعلم جميعاً اليوم أن مسارات التحديث الاقتصادي والإداري الشامل، التي تجري بوتيرة سريعة، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتحول الرقمي، باعتبارها ركيزة أساسية لتمكين الاتصال الرقمي وتوظيفه في تحسين الخدمات، وتعزيز الشفافية، وتحفيز بيئة الأعمال والابتكار.
ويواصل سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظه الله، ترجمة هذه الرؤية عبر مبادرات شبابية وريادية تؤمن بأن الإنسان الأردني هو رأس المال الأهم، والقادر على قيادة هذا التحول.
الحضور الكريم،
إن انعقاد هذا المؤتمر لبحث ومناقشة الجوانب المختلفة للاتصال الرقمي في هذا التوقيت بالذات، هو رسالة بأن الأردن لا يكتفي بمتابعة التحولات العالمية، بل يشارك في صناعتها، فالاتصال الرقمي اليوم لم يعد مجرد وسيلة، بل أصبح لغة العصر ومنظومة متكاملة تنعكس آثارها على الإعلام، والتعليم، والاقتصاد، وإدارة الأزمات، والعلاقات الدولية، وصياغة الرأي العام.
لقد أثبتت التجارب أن الرقمنة يمكن أن تكون قوة بناء أو معول هدم، ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر في بحث آليات توظيف أدوات الاتصال الرقمي لحماية مجتمعاتنا من التضليل، وصون حق الأجيال القادمة في فضاء معلوماتي آمن، يحترم الخصوصية ويعزز الثقة.
كما أن تركيز المؤتمر أيضًا على التعليم أمر بالغ الأهمية، فالتعليم هو أساس النهضة والتقدم، فكلما طوّعنا الرقمنة جنباً إلى جنب مع التعليم، أصبحنا قادرين على إعادة تشكيل العملية التعليمية، وتمكين الأجيال من أدوات المستقبل، وربط الجامعات ومراكز البحث بشبكات المعرفة العالمية.
أما في مجال الإعلام والاتصال، فإن تعزيز مصداقية المحتوى وصناعة الرسالة الواعية أصبحا ضرورة لحماية المجتمع من حملات التضليل وتوجيه الرأي العام نحو الإيجابية والمعلومات الصحيحة.
وهنا لا بد أن أؤكد على دور وزارة الاتصال الحكومي، التي تمثل المظلة الوطنية للسياسات الإعلامية والاتصالية، في دعم هذه المبادرات والمؤتمرات النوعية، فالوزارة تعمل بالشراكة مع إعلامنا الوطني المسؤول على تطوير الأطر التشريعية بما يواكب متطلبات العصر الرقمي، ويضمن تعزيز حماية البيانات وخصوصية الأفراد، وتنظيم المحتوى الرقمي، وبما يكفل حرية التعبير مع الحفاظ على السلم المجتمعي، وخلق بيئة رقمية مسؤولة ومتوازنة.
الحضور الكريم،
نحن اليوم أمام فرصة حقيقية لبناء شراكة بين مؤسساتنا التعليمية، وأدواتنا الإعلامية في القطاعين العام والخاص، وصنّاع القرار، لرسم خريطة طريق تعزز مكانة الأردن في الاقتصاد الرقمي العالمي، وتترجم توجيهات القيادة الهاشمية نحو التحديث الشامل والتنمية المستدامة.
ختاماً، أتقدم بالشكر لجامعة الزرقاء على هذه المبادرة النوعية، وأثق أن توصيات هذا المؤتمر ستكون محطة مضيئة في مسيرة الأردن، ومساهمة عملية في صياغة مستقبل رقمي يخدم الإنسان والمجتمع والدولة.
كما أكد مسؤولون في مؤسسات إعلامية وصحفية أردنية أن التطور التكنولوجي وانتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أسهم في توسيع قاعدة جمهور وسائل الإعلام، مشددين على الدور الحيوي للتكنولوجيا في بناء المجتمعات المعرفية وتعزيز الوعي العام.
وناقش المشاركون في الجلسة الآثار الإيجابية للتطورات التكنولوجية على صناعة الإعلام، وأهمية مواكبة التحول الرقمي في تعزيز قدرات المؤسسات الإعلامية على الوصول إلى جمهور أوسع وأكثر تنوعًا.
وأكدت مدير عام وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، الزميلة فيروز مبيضين، أن الوكالة بادرت منذ وقت مبكر إلى التحول نحو الإعلام الرقمي، إدراكًا منها لأهمية مواكبة التطورات السريعة والمتلاحقة في قطاع الإعلام، وتلبية متطلبات العصر الرقمي وتوقعات الجمهور المتغيرة.
وأوضحت أن هذا التحول لم يكن مجرد تغيير شكلي، بل تضمن خطوات هيكلية وعملية مهمة، إذ جرى تحديث الهيكل الإداري للوكالة ليعكس توجهاتها الرقمية، بما في ذلك إنشاء قسم خاص بمواقع التواصل الاجتماعي، والذي تطور لاحقًا ليصبح مديرية متكاملة للإعلام الرقمي تضم خبراء ومتخصصين يعملون على تعزيز حضور الوكالة على مختلف المنصات الرقمية والتواصلية.
وأضافت أن الوكالة نظمت العديد من الدورات التدريبية المتخصصة لكادرها الصحفي والإعلامي وطلبة كليات الإعلام في الجامعات الأردنية، في مجالات حيوية تدعم استراتيجية التحول الرقمي، مثل إنتاج المحتوى الرقمي متعدد الوسائط، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي، وتقنيات الكتابة المهنية لمنصات التواصل الاجتماعي.
من جهته، أكد نقيب الصحفيين الأردنيين، الزميل طارق المومني، الأهمية الحيوية للتحول الرقمي في تعزيز مهنة الصحافة، معربًا عن تطلعه لمزيد من التعاون بين المؤسسات الإعلامية والجهات الأكاديمية لتحقيق الاستفادة القصوى من التكنولوجيا في خدمة المجتمع.
وأوضح أن النقابة تعمل على إنشاء أكاديمية حديثة تهدف إلى تدريب طلبة كليات الإعلام بشكل عملي، بهدف صقل مهاراتهم وتلبية متطلبات سوق العمل المتغيرة، ما يزيد من فرص توظيف الخريجين سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي.
وبين رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، غيث الطراونة، أن المؤسسات الإعلامية مدعوة إلى تطوير أدواتها ومحتواها بشكل مستمر، تماشيًا مع التغيرات السريعة في أنماط استهلاك الجمهور، والتي تتطلب مرونة واستجابة فاعلة.
وأشار إلى أن التكيف مع الأذواق والحاجات المتنوعة للفئات المستهدفة هو من أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية اليوم، ويجب أن يكون ضمن استراتيجياتها لضمان استمرارية التأثير والفاعلية.
وأكد أن التلفزيون الأردني يولي اهتمامًا خاصًا بمواكبة التطور الرقمي، إذ يسعى حاليًا إلى الوصول بشكل أكثر فعالية إلى الشباب من خلال إطلاق وتطوير برامج ومحتوى رقمي يراعي أذواقهم ويعالج القضايا التي تلامس اهتماماتهم وتطلعاتهم، بما يعزز مكانة المؤسسة كمصدر موثوق وفاعل في المجتمع.
وأشار مدير هيئة الإعلام، بشير المومني، إلى أن الهيئة تعمل باستمرار على تطوير البيئة التشريعية والتنظيمية لدعم قطاع الإعلام الرقمي، بهدف مواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال الحيوي.
وبين أن الهيئة تسعى إلى إصدار تشريعات وأنظمة حديثة تضمن التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية الإعلامية، مع تعزيز بيئة عمل مرنة وفعالة تتواكب مع متطلبات الأجيال الحالية والمقبلة.
وأوضح المومني أن على رأس أولويات الهيئة وضع إطار تنظيمي يطور عمل المؤسسات الإعلامية والصحافة الرقمية، ويعزز مستوى الأداء والجودة، ويحفز على الابتكار والإبداع في صناعة المحتوى.
وأكد أن الهيئة تتابع باهتمام التطورات العالمية في مجال التشريعات الإعلامية، وتسعى للاستفادة من أفضل الممارسات والمعايير الدولية، مع مراعاة خصوصية المجتمع الأردني وثوابته الوطنية.
وأكد المدير العام لقناة المملكة، جعفر الزعبي، أن العمل في المؤسسات الإعلامية الفضائية يتجاوز وظيفة المذيع أو المذيعة، ليشمل مجموعة واسعة من الوظائف المرتبطة بالإنتاج والتقنية والإدارة والصحافة.
ودعا طلبة كلية الإعلام إلى تنمية مهاراتهم الفنية واللغوية وزيادة معرفتهم العامة، مع التركيز على التدريب المستمر والدورات التخصصية، لتمكينهم من التنافس على فرص العمل سواء داخل الأردن أو خارجه، خاصة مع استمرار التحول الرقمي والتطور السريع في صناعة الإعلام.








































