انجاز-نظّمت مديرية ثقافة الزرقاء بالتعاون مع مديرية ثقافة الكرك فعالية (المسار الثقافي السياحي) الذي يهدف إلى توثيق جسور التبادل الثقافي وتعزيز المشهد الإبداعي الوطني وتعزيز التفاعل مع المجتمعات المحلية ومكوناتها التراثية من خلال أنشطة فنية وأدبية وفلكلورية متنوعة.
وقالت مساعد أمين عام وزارة الثقافة، مديرية ثقافة الكرك عروبة الشمايلة، إن فعالية “المسار الثقافي السياحي” التي استضافتها المديرية تأتي في إطار التعاون الثقافي بين المحافظات، ضمن توجهات وزارة الثقافة واستراتيجياتها الهادفة إلى تعزيز التواصل الثقافي وتبادل الخبرات الإبداعية بين مديرياتها في مختلف مناطق المملكة.
وأضافت أن هذا اللقاء يجسّد روح الشراكة والتكامل في العمل الثقافي، ويعكس الإيمان العميق بأهمية توحيد الجهود لخدمة الثقافة الأردنية بوصفها مساحةً تُعبّر عن التنوع والوحدة في آنٍ واحد.
وأكدت الشمايلة أن مثل هذه اللقاءات تُسهم في ترسيخ حضور الثقافة في المجتمع المحلي، وتفتح المجال أمام للتفاعل الفني والإبداعي و تبادل الخبرات والتجارب التي تثري الحراك الثقافي في جميع المحافظات.
من جانبه قال مدير ثقافة الزرقاء محمد الزعبي إن هذا التبادل الثقافي بين الزرقاء والكرك ليس مجرد فعالية، بل هو رسالة وطنية تعبّر عن عمق الانتماء وثراء المشهد الثقافي الأردني وتؤكد أن الثقافة هي الطريق الأسمى لتعزيز الهوية، وترسيخ الوحدة، وبناء جسورٍ من الفهم والانتماء بين محافظات الوطن.
وأشار إلى أن الزرقاء، مدينة الجُند العسكر، لم تكن يومًا مجرد مدينةٍ للسواعد القوية والعزائم الصلبة، بل كانت أيضًا مدينةً للعقول النيّرة والقلوب المبدعة ،ففيها تتلاقى الأصالة بالحداثة، ويزدهر التنوع الثقافي والاجتماعي في مشهدٍ يعكس صورة الأردن الكبير بتعدده ووحدته، بتاريخه العريق ومستقبله المشرق.
وتابع من الكرك، قلعة التاريخ ومهد البطولة، تهبّ نسائم الأصالة والمجد، لنلتقي مع الزرقاء في ساحة الفكر والفن، حيث تتعانق القيم، وتزدهر الكلمة، ويتجدّد الإبداع في ظل وطنٍ يحتضن أبناءه جميعًا بمحبة ووئام.
وأعرب المومني عن شكره لمديرية ثقافة الكرك لحسن الوفادة والتعاون ولكل من أسهم في إنجاح هذا اليوم الثقافي، ولكل المبدعين الذين يجمعون بين العزيمة والإبداع، بين الروح الوطنية والرؤية الثقافية.
واستهلّ المشاركون برنامج الفعالية بجولة في أروقة مركز الحسن الثقافي، اطلعوا خلالها على أبرز الأنشطة والفعاليات التي يحتضنها ودوره الريادي في تنشيط الحركة الثقافية في محافظة الكرك ,كما عاينوا تجربة (سردية الكرك) التي تعبّر عن تاريخ المدينة وحضارتها العريقة، وما تمثله من إرث إنساني وثقافي متجذر في وجدان المكان، حيث قدم المركز عرضاً تعريفياً حول هذه التجربة التي تجمع بين الأصالة والتجديد في المشهد الثقافي المحلي.
وشملت الفعالية جولة في معرض الفنون التشكيلية المتنوعة، الذي ضم أعمالاً إبداعية لفنانين أردنيين تناولت موضوعات الهوية والجمال والبيئة بأساليب فنية معاصرة ، إضافة لعرض فيلم وثائقي تناول ملامح محافظة الزرقاء الثقافية والاجتماعية، مسلطاً الضوء على علاقتها التاريخية والثقافية مع محافظة الكرك، وما يجمعهما من إرث وطني مشترك يعكس تنوع المشهد الأردني ووحدته في آنٍ واحد.
واختتمت الفعالية بمجموعة من الفقرات الشعرية والعروض الفلكلورية التي أقيمت على مسرح مركز الحسن الثقافي، عكست روح الإبداع الأردني الأصيل وأسهمت في إثراء المشهد الثقافي بأجواء من التفاعل والاحتفاء بالفن والتراث.
واستمرّ المشاركون في المسار بجوله في أرجاء محافظة الكرك، حيث زاروا قلعة الكرك التاريخية، والأسواق القديمة في وسط المدينة، كما طّلعوا على تجربة بيت المزار التراثي في لواء المزار الجنوبي، الذي يعكس ملامح الحياة الشعبية القديمة ويحافظ على مكونات الموروث المحلي الأصيل.












