جرش ـ كتب أحمد علي القادري
لم أكن معه، ولم أكن ضده، غير أن الحقائق حين تقترب من عيوننا تنكشف كما لو أنها كانت تنتظر لحظة الصدق. فالأشخاص الذين ظنناهم عابرين قد يحملون بين أيديهم ما كنا نفتش عنه طويلاً.
لست هنا لأرفع مديحاً لا ينتظره، كما أنني لا أرتقب منه شيئاً، لكن للكلمة أمانة، وللمشهد شخوص لا بد أن يُذكروا.
النائب حمزة الحوامدة، ذاك الحاضر في قلب الحدث، الباحث عن التغيير الذي يشبه الحلم، والرافعة التي أراها تكاد تكون المتنفس الأوحد لشباب جرش.
ولئن كان لغيره من النواب دورٌ ومكان، فإن ذكرهم سيأتي في موضع آخر يليق بهم.
الحوامدة، بين ملامح الماضي والحاضر، خطّ لنفسه مساراً سريعًا جعله يتسيد المشهد السياسي والثقافي والرياضي معًا، فكان الجمع بين هذه العوالم شهادة على حيوية حضوره وصدق انتمائه.
ولأن الرياضة من أبجدياته الأولى، فقد وقف داعمًا لنادي جرش، قبلة الرياضة في المحافظة، دعمًا مباشرًا أو غير مباشر، لكنه في كل حال كان واضح الأثر.
هو صوت لم يتوانَ عن الانحياز للشعب في كل مظلمة، صوت يعرف كيف ينحني لوجع الناس، ويعلو في اللحظة التي يحتاجون فيها إلى من يتكلم بلسانهم.
وما يميّزه أكثر، أنه ظل ثابتاً على خط الوطن، وفي صف قيادته الهاشمية الرشيدة، يرى في الالتفاف حولها صمام الأمان، ويؤمن أن الأردن قوي بقيادته، عزيز بأبنائه، راسخ بثوابته.
وهكذا كان صوته امتدادًا لصوت الوطن، وإرادته امتدادًا لإرادة ملكٍ حمل همّ شعبه، فكان بحق نائباً يحاول أن يكون على قدر الأمانة.