
كمال زكارنة
حملات من التشكيك والتهديد ،تنطلق من البيت الأبيض ضد المقاومة الفلسطينية ،تشكك في التزامها بتنفيذ خطة وقف الحرب على قطاع غزة ،وتهددها بدفع الثمن اذا لم تلتزم ،كل هذا بالتزامن مع الدعوات المتكررة للاستعجال بتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة ،التي تقضي بالأفراج عن جميع الاسرى الاحياء والاموات الإسرائيليين لدى المقاومة في المقابل لا توجه الإدارة الامريكية كلمة واحدة لحكومة نتنياهو التي تسعى بكل السبل الى افشال الخطة قبل ان تبدأ.
كل هذه الشكوك والاتهامات والاستفزازات الصهيو أمريكية ،هدفها واضح وهو الخداع والغدر ،بعد ان يحقق نتنياهو هدفه باستعادة جميع الاسرى الاحياء والاموات ،ويحقق ترمب هدفه بالحصول على جائزة نوبل للسلام التي يسعى للحصول عليها ولو بالقوة.
التجربة والواقع، يؤكدان ان لا ضمانات تلزم اسرائيل بوقف الحرب على غزة بشكل دائم ،وان انسحاب ترمب من الضمانات اقرب من الحاجب الى العين ،والخشية كل الخشية ،ان تستأنف اسرائيل الحرب فور وصول الاسرى والجثامين الى الكيان،بتأييد كامل ومطلق من ترمب.
تصريحات نتنياهو المتواصلة حول الخطة ،التي يؤكد من خلالها بأن خطة وقف الحرب على غزة ،تحقق اهداف الكيان كاملة ،وهذا يعني ان عدم تحقيق اهداف نتنياهو ،وهي لم تتحقق عمليا،سوف تكون سببا لانسحابه من الاتفاق والعودة للحرب .
اهم ما قاله ترمب في اطار الحديث عن الخطة،انها ستقود الى سلام شامل في الشرق الاوسط ،لكنه لم يوضح شكل ومباديء واسس ذلك السلام الذي سينهي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والعربي الاسرائيلي،الامر الذي يثير الشكوك بأن اغراق المشهد بالتفاؤل من قبل ترمب ،يندرج في سياق الدعاية والترويج لحصوله على جائزة نوبل للسلام ،الذي فشل في تحقيقه حتى الان بين الفلسطينيين والعرب واسرائيل،وبين روسيا واوكرانيا،ومع ذلك يستميت من اجل الحصول على جائزة نوبل ،بالتهديد والوعيد والكذب والادعاء والوعود الوهمية والخيالية.
السؤال الكبير ماذا يمكن ان يفعل الضامنون للاتفاق الذي يتم العمل على انجازه،في حال نقضته اسرائيل،ولماذا لا يتم تدويل الاتفاق عند الاعلان عنه ،حتى تكون المسؤولية دولية في مراقبة ومتابعة والزام الاطراف بالتنفيذ ،وان تكون الضمانة دولية ايضا ،بالتزام الاطراف بالتنفيذ وعدم التراجع او الانسحاب من الاتفاق ورفض التنفيذ،من خلال وضع آلية عقابية دولية يوقع عليها الجميع ،في حال قام أي طرف بنقض الاتفاق،خاصة وان التجارب السابقة تستوجب مثل هذا الاجراء.
الابادة الجماعية والتهجير والتطهير العرقي والتدمير الشامل،ما تزال تهدد الغزيين ليل نهار،الى جانب الحصار الشامل والكامل والموت جوعا ،واعدام الحياة في جميع انحاء قطاع غزة.