بقلم الدكتور نضال الشديفات
#مبادرة_لوقف_المبادرات
في السنوات الأخيرة أصبحت المبادرات في القطاع التعليمي وكأنها المحور الرئيسي لتقييم أداء المدارس والمعلمين حيث طغى هوس التوثيق المصور والإعلان عن “الإنجازات” على الجوهر الحقيقي للعملية التربوية.
هذا التحول يثير تساؤلاً جوهرياً: هل أصبحت النشاطات الشكلية والإعلامية معياراً للجودة بدلاً من التركيز على المخرجات التعليمية الحقيقية؟
ما نلاحظه اليوم من مبالغة في التصوير لكل صغيرة وكبيرة، والترويج لإنجازات قد تكون وهمية أو مبالغ فيها يدعو للقلق حقاً.
لقد تحولت أعمال روتينية يفترض أنها من صميم مهام المعلمين الأساسية إلى “مبادرات” تُعلن عنها وكأنها إنجازات استثنائية.
هذا المنهج يشكل عبئاً إضافياً على كاهل الكوادر التعليمية ويحول طاقتهم من التركيز على تطوير أساليب التدريس ومتابعة الطلبة إلى الانشغال بتجميل الصورة والتركيز على الشكليات.
إن اختزال تقييم الأداء التعليمي في عدد المبادرات ونطاق انتشارها الإعلامي يهدد القيم التربوية الأصيلة.
الأدهى أن الطلبة انفسهم يدركون هذا التناقض مما قد يولد لديهم شعوراً بعدم المصداقية.
فقد حان الوقت لإعادة النظر في معايير التقييم والتركيز على مؤشرات أداء حقيقية تعكس جودة التعليم وتحسن مستوى الطلبة بعيداً عن ضجيج الإعلام والمظاهر فمستقبل الأجيال أهم من أن يُختزل في المبالغة في التصوير كما نشاهد اليوم على صفحات غالبية المدارس في المملكة والتي أرهقت المعلمين والمعلمات .