كتبت الدكتورة بسمة عزبي فريحات
بسم الله الرحمن الرحيم
في يوم القراءة الوطني نقف أمام قيمةٍ عظيمة لا تقتصر على تصفح كتاب أو ورقة، بل هي فعل حضاري يفتح لنا أبواب الفكر ويصنع هوية الأمم. فالقراءة ليست مجرد عادة مدرسية، بل هي وعيٌ متجدد، وحوارٌ مع العقل، وجسرٌ يصل الماضي بالمستقبل.
أبنائي الطلبة، أنتم النواة التي عليها يُبنى الغد. لتكن القراءة رفيقكم الدائم، فهي زاد العقل، ومصدر الإلهام، وأقوى سلاح في مواجهة تحديات الحياة. من يقرأ لا يعرف الضياع، ومن يجعل الكتاب صديقًا لا يعرف الوحدة.
أما أنتم، معلمينا ومعلماتنا، فأنتم القدوة وصُنّاع الفارق. بكم يتعلّم الطالب كيف يحوّل الكتاب إلى نور يضيء دربه، وكيف يقرأ ليُبدع لا ليحفظ فقط. فالمعلم الحق هو من يزرع في تلاميذه شغف المعرفة قبل سطور الدرس.
وإلى أولياء الأمور والمجتمع المحلي، أنتم الركيزة التي تدعم المدرسة وتكمل رسالتها. إن غرس حب القراءة يبدأ من البيت قبل أن يُستكمل في المدرسة، ويزدهر حين تتكاتف الجهود لنصنع معًا جيلًا قارئًا، واعيًا، مبدعًا. حين يقرأ أبناؤنا، نرتقي جميعًا، وحين يقرأ المجتمع تُكتب له الحياة.
فلنجعل من يوم القراءة الوطني محطةً نعيد فيها العهد: أن تكون القراءة أسلوب حياة، لا مناسبة عابرة. فالأمة التي تقرأ هي الأمة التي تبني حضارتها وتكتب مستقبلها بوعيٍ ورؤية.
مع خالص التقدير،
مديرة التربية والتعليم للواء الأغوار الشمالية