عبدالهادي راجي المجالي يكتب
يسألونني عن معنى الهوية الأردنية .. حسنا ، سأجيب : الأصل قبل أن نشرح معناها …فلنتحدث عن فتيتنا الذين عبروا عن الهوية
الدكتور رائد العدوان ابن لزعيم عشائري معروف ، الراحل سامي عفاش العدوان .. ونسيب لأول رئيس وزراء في عهد الملك عبدالله وهو عبدالرؤوف الروابدة …لكن رائد لم يقم بارتداء عباءة الزعامة ، ورفض أن يكون اسمه مقترنا بعبدالرؤوف .. خاض غمار الحياة مكافحا … نال من التهميش والإقصاء ما نال ، قدم نموذجا تقدميا للمحافظ …حين كان في الداخلية ،ظلم ومورس الإقصاء بحقه وتحمل … نال الدكتوراة بعرق جبينه ، وبنى بيته في أبو نصير … كان جار البسطاء ، والفقراء والعسكر … كان جاري في ابو نصير ، وكلنا مازلنا نتذكر والدته التربوية العريقة ( بنت الهنداوي ) التي كانت تجمع الأطفال والنساء حولها وتلم الجميع ، وتطعم وتغدق .. كنا نسميها (شيخة الحارة ) أم الدكتور رائد .
حين كنت مديرا لمركز الحسين الثقافي ، كان يحضر ابنته الصغرى الغالية والمدللة إلى درس الموسيقى ، يجلس على حواف الرصيف مع الأهالي .. ويتبادل معهم الحديث ، ويحمل السندويشات لغاليته …ويغادر حين ينتهي الدرس ، لم يطلب امتيازا ، ولا موقفا لسيارته … ولا معاملة خاصة لابنته ..
هو الآن وزير الشباب ، لكنه وزير بقوى الدفع الذاتي ، ولم يأت لا على قاعدة العشيرة ولا على قاعدة النسب ، جاء على قاعدة الوعي والعلم والحضور والبساطة …جاء على قاعدة المعاناة ، جاء على قاعدة تحمل الإقصاء وتحمل التشويه ، وتحمل عثرات الزمن …
كل الضربات لتي تلقاها في العمر من وفاة الوالد إلى مرض الزوجة ، لو مرت على شخص آخر لكان الانهيار نهايته الحتمية ، لكنه الفتى الأردني الحر .. الذي يجيد الوقوف … حين نتحدث عن تعبيرات الهوية الأردنية ، فلنتحدث عن رائد العدوان .. وزير الشباب ووزير الهوى الأردني العذب .
عبدالهادي راجي