انجاز- مايا إبراهيم
في بلدة بنشعي شمال لبنان، ينبض متحف فريد بالحياة رغم أنه يحتضن كائنات رحلت عن عالمنا. هنا تتحوّل الطيور الجارحة والفراشات، الذئاب والثعالب، السلاحف والأصداف، إلى شهادات صامتة على سحر الطبيعة واستمرارها.
شربل مارون، صاحب فكرة إنشاء المتحف، رفض أن تختفي هذه الكائنات إلى الأبد. فهو لا يمسّ حياتها بأي أذى، بل ينتظر موتها الطبيعي ليمنحها حضورًا جديدًا عبر التحنيط، محوّلًا الغياب إلى ذاكرة نابضة يراها كل زائر.
أصبح المتحف مقصدًا للطلاب والباحثين والعائلات، حيث يكتشفون تنوّع البيئة بطريقة حيّة وملهمة، ويستشعرون قيمة الحياة البرّية وحماية الطبيعة.
يقول شربل مارون بثقة المتيقّن من رسالته:
“أنا لا أحفظ الحيوانات… أنا أتركها تروي قصّتها من جديد.”
المتحف ليس مجرد مساحة للعرض، بل محطة للتأمل والتقدير. ومن قلب بنشعي، يخرج نداء صامت يدعو إلى الالتفات لمشاريع كهذه، باعتبارها ذخيرة ثقافية وبيئية تحتاج إلى الرعاية والدعم.
وفي بنشعي، يعلّمنا شربل مارون أن الموت ليس نهاية، بل بداية جديدة للجمال، وأن كل حياة، مهما رحلت، تترك أثرها في قلوبنا وذاكرتنا، لتستمر الحكاية وتضيء الطريق لكل من يقدر الحياة والطبيعة.