
ينال البرماوي
نحتاج خدمة العلم لانها تؤهل الأجيال بالدرجة الأولى للدفاع عن تراب الوطن تجاه أية أخطار تهدده وتحدق به وليس أسمى من التضحية بالنفس وتقديم الدم فداء للأردن الذي لم يبخل يوما عن شعبه وكل من لاذى بحماه.
اعلان ولي العهد عن عودة خدمة العلم بعد سنوات من البحث والنقاش جاء في توقيت مهم للغاية وبعد أيام من تصريحات رئيس وزراء الكيان المحتل نتنياهو بالعمل على تحقيق الحلم الصهيوني» اسرائيل الكبرى « وفي أبلغ رسالة بأن الأردنيين لم ولن يتوانوا يوما عن الدفاع عن وطنهم ومواجهة التهديدات المحيطة وأن جاهزيتهم المعنوية والعسكرية والقتالية ستكون دائما على كافة المستويات.
نحتاج خدمة العلم أيضا لتعزيز الروح الوطنية لدى كافة الأجيال وربطهم أكثر بتراب الوطن والعمل بأقصى الطاقات لرفعته وزيادة مقدرته على مجابهة التحديات اقليميا ودوليا وتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها في هذه المرحلة ودعم الجهود المبذولة لاحداث التنمية الشاملة والمستدامة والانخراط بها كما يجب.
كما نحتاج خدمة العمل لتوجيه الأجيال بالشكل السليم ولمستقبل أفضل لهم ولوطنهم وبما يجنهم الاستمالات والاغراءات خاصة مع الثورة التكنولوجية والانترنت والتي تهدم ولا تبني وللأسف ما نشاهده اليوم من تصرفات بعض الشباب ومظاهرهم التي تبعث على القلق وتحتاج لاعادتها الى رشدها وبوصلتها الاجتماعية الحقيقية بعيدا عن التقليد الأعمى في كل شيء.
نحتاج خدمة العلم حتى ترتفع درجة الاخلاص في العمل والحرص على تقديم الأفضل في أماكن العمل سواء في القطاع الخاص أو العام لا أن ينظر للوظيفة كمصدر للدخل فقط والعمل على « قد الراتب « كما هو سائد سيما لدى موظفي الجهاز الحكومي ما أدى الى تعطيل الابداع وتجذر البيروقراطية والترهل الاداري وضعف الخدمات.
نحتاج خدمة العمل حتى تتغير المفاهيم لدى الشباب بأن خدمة الوطن لا تقتصر فقط بأن تصبح « دكتور، مهندس، محامي أو صحفي ونحوها « بل أن التوجه نحو التخصصات المهنية والتقنية يخدم الأردن بدرجة لا تقل وبعضها تزيد عن تلك المجالات وكذلك القضاء نهائيا على ثقافة العيب التي تعد سببا رئيسيا في ارتفاع البطالة وتفشيها بين الفئات العمرية الشابة. خدمة الوطن شرف ووسام عالي في أي اختصاص.
بالتوازي مع اعادة العمل بخدمة العمل وفقا للآليات التي أعلنت بالأمس تقتضي المصلحة الوطنية تعزيز وتفعيل مساقات وبرامج التربية الوطنية والعسكرية في المدارس والجامعات واعتبارها متطلبات أساسية وفعلية للنجاح وليس فقط «ناجح راسب» ودراسة امكانية اعادة دورات التدريب العسكري لطبة الجامعات كما حدث ابان حرب الخليج الثانية عندما تم ادماج الطلبة بتدريبات الجيش الشعبي وكان لي شرف الالتحاق بها في رحاب جامعة اليرموك.
خدمة العلم ليس فقط تعلم حمل السلاح وانما تنطوي على كثير من المفاهيم والقيم التي من شأنها علو الوطن والذو عن حماه على كافة الأصعدة.