كتب: ليث الفراية
في اللحظة التي يبحث فيها الأردنيون عن طمأنينة اقتصادية واستقرار اجتماعي، يطلّ اسم الدكتور جاد الله الخلايلة كخيار استراتيجي، لا كقرار إداري عابر تعيينه مديرًا عامًا للمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي ليس مجرد انتقال إداري، بل رسالة واضحة أن هذه المؤسسة الوطنية تسلَّمت دفة قيادتها يدٌ خبيرة تعرف كيف تعيد التوازن بين حماية الإنسان الأردني والحفاظ على صلابة صندوق هو بمثابة “البنك الاجتماعي” للمملكة. الضمان الاجتماعي لم يعد مجرد جهة تصرف رواتب تقاعدية أو تعويضات إصابات عمل؛ بل تحوّل إلى واحد من أعمدة الأمن الوطني وهو ما يدركه الخلايلة جيّدًا، إذ يطرح الضمان كركيزة تواكب تطورات سوق العمل، وتضمن أن يظل العامل الأردني محصّنًا في مواجهة تقلبات الزمن. تحت قيادته، تتحول لغة المؤسسة من بيروقراطية جامدة إلى خطاب وطني اجتماعي، ينصت للناس، ويعيد الاعتبار إلى العدالة التأمينية، ويستند إلى الدراسات العلمية بدل القرارات الارتجالية. الضمان اليوم أمام معادلات معقدة: شيخوخة سكانية متزايدة، سوق عمل يواجه تحديات البطالة والهجرة، وضغوط مالية متنامية على الصندوق وهنا يظهر الخلايلة “الرجل المناسب في المكان المناسب”، ليس لأنه يعرف هذه التحديات فقط، بل لأنه ينطلق من قناعة أن الضمان هو عقد اجتماعي لا يجوز المساس به. فهو يوازن بين الإصلاح المالي الذي يحافظ على استدامة المؤسسة، وبين العدالة الاجتماعية التي تضمن حقوق الأجيال الحالية والقادمة إنها معادلة دقيقة، لكنها ممكنة بوجود قيادة مؤمنة أن الضمان ليس أرقامًا وحسابات فقط، بل قصة وطنية عنوانها الكرامة. ما يميز نهجه أنه لا يغلق أبواب المؤسسة، بل يفتحها أمام الجميع: نواب، نقابات، مؤسسات مجتمع مدني، وحتى الجاليات الأردنية في الخارج هذا الانفتاح يعكس إيمانه بأن الضمان ليس ملكًا لإدارته، بل ملك لكل بيت أردني الحوار بالنسبة له ليس ترفًا سياسيًا، بل وسيلة لصناعة القرار المشترك وتعزيز ثقة المواطن بمؤسسته. كلما اشتدت الأزمات الاقتصادية، برز دور الضمان الاجتماعي كحائط صد يحمي الفئات الأضعف. ولعلّ قيادة الخلايلة تأتي في توقيت حاسم، حيث يواجه الأردنيون غلاء المعيشة وتقلّب الأسواق هنا يبرز دور المؤسسة كضمانة للحد الأدنى من الأمان الاقتصادي، وهو ما يعيد الاعتبار إلى الفكرة الجوهرية الضمان ليس خيارًا، بل ضرورة وطنية. ما يجعل جاد الله الخلايلة مختلفًا عن أي قائد آخر هو أنه يشبه المؤسسة التي يقودها راسخة، صلبة، قريبة من الناس، متجذرة في وعي الأردنيين لذلك فإن حضوره في هذا الموقع ليس ترفًا إداريًا، بل تأكيد أن الضمان الاجتماعي سيظل أمينًا على أموال الأردنيين وحقوقهم، وسيبقى كما أراده الآباء المؤسسون: صمام أمان للوطن والمواطن. اليوم، يقف الأردنيون أمام مرحلة جديدة في مسيرة مؤسستهم. بتولي الخلايلة إدارتها، تُبعث الطمأنينة أن الضمان سيبقى على عهده مؤسسة لا تعرف الانحياز إلا للناس، ولا تؤمن إلا بالكرامة الإنسانية كعنوان للسياسة الاجتماعية. إنه الرجل المناسب في المكان المناسب في لحظة وطنية تحتاج إلى رجالٍ من طراز خاص.