د.تحسين منصور
في خطوة تحمل أبعادًا وطنية واجتماعية عميقة، أعلن سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم في الأردن، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تتطلب العمل الجاد بالأفعال لا بالاكتفاء بالأقوال، في ظل ما يشهده الإقليم من تحديات متصاعدة.
جاء الإعلان ليعكس إرادة سياسية واضحة في تعزيز الانضباط الوطني، وترسيخ الهوية الجامعة، وصقل شخصية الشباب الأردني بما يليق بتاريخ وطنهم ودورهم المستقبلي. فالخدمة ليست مجرد تدريب عسكري، بل هي برنامج وطني شامل يجمع بين الانضباط العسكري والتأهيل المهني، ليُعد الشباب للانخراط في سوق العمل بكفاءة.
إعادة خدمة العلم تأتي في لحظة فارقة؛ فالتحديات الإقليمية تستدعي استعدادًا وطنيًا شاملًا، بينما تتطلب التحديات الداخلية الاستثمار في الشباب كقوة منتجة ومنضبطة. من هنا، يشكل البرنامج ردًا عمليًا على هذه التحديات، ويعيد للأذهان التجربة الوطنية التي عاشها آلاف الأردنيين في العقود الماضية، حين شكلت الخدمة العسكرية مدرسة للوطنية والانتماء.
القرار يفتح الباب أمام الشباب لتجربة فريدة تُرسّخ فيهم قيم العمل الجماعي، احترام النظام، وخدمة المجتمع. وهو أيضًا رسالة واضحة أن بناء المستقبل يبدأ من الاستثمار في الإنسان الأردني، القادر على الجمع بين قيم الانتماء ومهارات العمل والإبداع.
عودة خدمة العلم ليست مجرد قرار تنظيمي، بل هي مشروع وطني جامع يقوده ولي العهد برؤية تستشرف المستقبل، وتضع الشباب الأردني في صدارة الفعل الوطني. إنها خطوة تحمل في طياتها رسالة أمل، بأن الأردن، بقيادته وشعبه، قادر على مواجهة التحديات وصناعة غدٍ أفضل.