كتب: ليث الفراية
في المشهد الأردني الذي يجمع بين العمل الاقتصادي والرسالة الاجتماعية، يبرز اسم رجل الأعمال عماد الدميسي كأحد أبرز الوجوه التي صنعت لنفسها مكانة مميزة في قلوب الناس. فهو لم يكن مجرد رجل يسعى إلى توسيع استثماراته ومراكمة النجاحات المهنية، بل جعل من العطاء نهجًا يوميًا، فارتبط اسمه بالمبادرات الخيرية والإنسانية التي تركت أثرًا عميقًا في المجتمع.
من أبرز محطات عطائه، مبادرة “عون” التي يرأسها، والتي جسّدت أسمى معاني التضامن الإنساني، عندما فتحت أبواب الأردن أمام مجموعة من أبناء قطاع غزة المصابين بمرض السرطان، لتوفر لهم العلاج والرعاية والاحتضان النفسي. لم تكن المبادرة مجرد لفتة إنسانية عابرة، بل رسالة متجذرة تؤكد أن الإنسانية لا تعترف بالحدود، وأن الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين جزء من الهوية الأردنية الأصيلة.
هذا الدور ترافق مع حضوره الدائم في الميدان عبر دعم الأسر المحتاجة، ورعاية المبادرات الشبابية والتعليمية، والمساهمة في تعزيز قيم التماسك الوطني. وهو يؤمن أن النجاح لا يُقاس فقط بالأرباح، بل بما يتركه الإنسان من أثر إيجابي في حياة الآخرين.
ولأن القيم الأصيلة تورّث كما تورّث الثروات، فإن نجله المحامي أنس الدميسي يسير على ذات الطريق. اختار ساحة القانون ليكون قريبًا من الناس، مدافعًا عن حقوقهم، ومؤمنًا بأن المحاماة رسالة عدل وإنسانية وليست مجرد مهنة.
أنس، الذي ورث من والده روح العطاء، يؤكد بحضوره الاجتماعي أن المدرسة التي أسسها عماد الدميسي مستمرة بروح شبابية جديدة، تحمل هموم الجيل وتضع مصلحة المجتمع فوق كل اعتبار. فهو حاضر في المبادرات المجتمعية، مشارك في الأنشطة الشبابية، ومؤمن أن قوة القانون لا تكتمل إلا بقوة الأخلاق والإنسانية.
ولا يتوقف تأثير هذه العائلة عند حدود العمل الخيري والاجتماعي، بل يمتد إلى دعم الرياضة والشباب بشكل مستمر. فقد عرف عن عماد الدميسي ونجله أنس وقوفهما الدائم إلى جانب الأندية والفعاليات الرياضية، ورعايتهما للأنشطة التي تحتضن طاقات الشباب وتدفعهم نحو الإبداع. إيمانهما أن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل وسيلة لبناء مجتمع صحي ومتماسك، جعل منهما داعمين حقيقيين لمسيرة الرياضة الأردنية.
اليوم، يتكامل حضور الأب والابن في لوحة واحدة عماد الدميسي بخبرته وإنسانيته الممتدة عبر السنين، وأنس الدميسي بشبابه وروحه المتجددة ورسالة قانونه العادل. كلاهما يؤكد أن الثروة الحقيقية هي محبة الناس، وأن دعوات الخير الصادرة من القلوب هي أعظم وسام يمكن أن يحمله الإنسان.
إنها قصة عائلة آمنت بأن خدمة المجتمع ليست خيارًا بل واجبًا، وأن العطاء عندما يتحول إلى سلوك متوارث، فإنه يكتب للتجارب الإنسانية الخالدة أن تستمر جيلًا بعد جيل.