لعل القرار الذي جاء في خضم تصاعد التوترات الإقليمية.. يحول شريان الطاقة إلى ورقة ضغط سياسية ويضع العالم أمام معادلة خطيرة.. إما التهدئة.. أو مواجهة تداعيات اقتصادية وأمنية غير مسبوقة..
ولعل قرار إغلاق مضيق هرمز مؤقتا يكون في سياق حرب أو تصعيد كبير.. ولكن ذلك سيكون بمثابة إعلان حرب شاملة وسيترتب عليه ردود فعل دولية قوية..
فمن الناحية النظرية والسياسية والعسكرية .. يمكن أن يتم إغلاقه..
لكن ذلك سيكون خطوة خطيرة للغاية لها تداعيات إقليمية ودولية واسعة.. وأبعاد خطيرة إقليميا ودوليا ..
اولها التصعيد العسكري في حال اندلعت حرب شاملة بين إيران وإسرائيل أو بين إيران والولايات المتحدة…
كما أن إغلاق مضيق هرمز سيكون ورقة ضغط إيرانية.. فإيران لطالما هددت بإغلاق المضيق كوسيلة ردع إذا تم تهديد مصالحها النفطية أو تعرضت لهجوم عسكري.. أيضا استهداف ناقلات نفط كما حدث في فترات سابقة عام 2019 حيث تم استهداف ناقلات في الخليج ومضيق هرمز..
كما أن إغلاقه سيكون بمثابة رد على عقوبات اقتصادية خانقة.. فقد تستخدمه إيران كورقة ضغط على الأسواق العالمية..
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا!! ما السبب في حال امتنعت إيران أو أي طرف آخر من إغلاقه !؟
من المؤكد أن المضيق يعتبر ممرا دوليا وفق اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.. وإغلاقه يعد انتهاكا خطيرا من الناحية القانونية..
كما أن الولايات المتحدة وحلفاؤها لديهم وجودا عسكريا دائم في الخليج لحماية الملاحة وسيشكل خطرا كبيرا على الصعيد العسكري..
أما من الناحية الاقتصادية فان إيران نفسها تعتمد على المضيق لتصدير جزء من نفطها عبره.. وهذا سيؤثر على اقتصادها وتجارتها..
وان اي خطوة لإغلاقه ستستدعي تدخلا عسكريا دوليا مباشرا ضد إيران باعتبار أن هذه الخطوة ياولد ردود فعل دولية..
لأهميته على الصعد كافة..
حيث يمر عبره حوالي 20% من إمدادات النفط العالمية..
كما يعتبر الشريان البحري الرئيس للخليج العربي نحو الأسواق العالمية..
وعلى الرغم من أن أن مثل هذه الخطوة ستكون لها تداعيات كبيرة على الاقتصاد الإيراني نفسه.. إضافة إلى التأثير العالمي..
إلا أن اكثر الدول ستكون تضررا من اغلاق مضيق هرمز الدول المصدرة للنفط والدول المستوردة ..
كالكويت والهند التي تعتمد بشكل كبير على نفط السعودية والإمارات.. والصين التي تعتبر أكبر مستورد للنفط من الخليج..
كما أن اليابان وكوريا الجنوبية لها نسبة كبيرة من وارداتها النفطية تمر عبر مضيق هرمز..
إضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي التي ستتأثر حتما من حيث الأسعار وسوق الطاقة العالمي..
أما الولايات المتحدة فعلى الرغم من اإكتفائها الذاتي نسبيا من النفط.. إلا أنها ستتأثر بأسعار السوق العالمية والمصالح العسكرية في الخليج..
بينما الولايات المتحدة الأمريكية فعلى الرغم من أنها ليست اكبر مستورد للنفط ولا تعتمد على نفط الخليج بشكل مباشر ..
لكن علينا أن ندرك أن أمريكا لديها احتياطي استراتيجي يمكنها استخدامه مؤقتا.. عدا عن امتلاكها قدرة عسكرية بحرية ضخمة تتيح لها حماية مصالحها..
وأي تحرك لإغلاق المضيق قد يدفع أمريكا إلى رد عسكري أو تدخل مباشر لحماية الملاحة الدولية..
لأن استقرار المضيق يعتبر مصلحة استراتيجية أمريكية.. وإغلاقه سيخلق أزمة عالمية.. وتداعياته ستطال واشنطن أيضا من الناحية الاقتصادية والعسكرية والسياسية..
فمضيق هرمز ليس فقط ممرا بحريا بل شريان عالمي للطاقة واي تهديد له يشعل ازمة اقتصاديه عالمية ..